بقلم: عبد الكريم محمد
حقيقة، لم تعد البلطجة في العلاقات الدولية وعلى كافة المستويات حاجة لسكان المعمورة، بل لم تعد هذه الطريقة القذرة حاجة لأي مجتمع سوي ومعافى على وجه الأرض..
هذه الطريقة كانت لغة للمتغطرسين المدعين الانتصار على الأقوام الأخرى، ليصبحوا فيما بعد رهائن وإجراء وجواري في خدمة السلطان.. اليوم بايدن وغيره من الحالمين بحياة السلاطين يحاولون عبثاً، العودة بالبشرية من البدايات مع فارق الأدوات والوسائل المتطورة التي طوّرتها البشرية بجهدها.. بعيداً عن الجنس والعرق والقومية والجهوية والدين والقيم..
المهم على هؤلاء الرعاع التخلي عن الماضي التافه المتخلف المنفصل عن الواقع المعاش، والتقدم خطوة جادة في العلاقات الدولية المتوازنة، بعيداً عن الاستئثار بالقوة الغاشمة التي صنعها ذات يوم أشرار البشرية..
خاصة وأنه لم يعد هناك ثمة متسعاً، للتسامح أو حتى الاستسلام للطرق التي كان يمارسها المارقون وشذاذ الآفاق، ولم تعد الحاجة لسلوك طريق الشر في مواجهة الأشرار المفترضين..
فمن يسعى لمواجهة الإرهاب عليه التخلي عن سرقة مقدرات الشعوب، والتوقف عن صناعة أدوات القتل والدمار، وفي مقدمتها المضي في صناعة الأسلحة النووية والكيماوية وكل ما يمت بهذه الصناعات الجهنمية بصلة، لأنها تشكل أعلى مراتب الإرهاب بلا منازع.
ناهيك أن التلفيقات الإعلامية لم تعد تجد لها مكاناً في العقول السليمة المعافاة، بل بات مكانها في مكبات النفايات الإعلامية، التي لا تغني ولا تسمن من جوع.. حتى المقولات الدينية المستثمرة من كل حملة الديانات تعتبر بكل وضوح لا لبس فيه مقولات كاذبة، لا يمكن أن يحملها وحي لنبي أو رسول أو مبشر أو نذير..
وكل ديانة تميل للذكورة أو للأنوثة ليست ديانة، بل هي جزء من الترهات التي استجلبها للبشرية البعض لينصب نفسه نصف إله على هذه الأرض..
المهم اليوم بتنا بحاجة قصوى للعدالة الاجتماعية والمساواة بين الأعراق والمساواة بين الذكورة التي تدعي القوة والتفوق والأنوثة المسحوقة صاحبة الحاجة الدائمة لولاية الأمر.. وأن يتذكر الأقوياء دائماً أنهم الأضعف في معادلة الصراع ويعودون ولو بقليل مع الوقت إلى أمسهم لا أكثر.