بقلم: عبد الكريم محمد
ليس عيباً أو لحظة مروق من عبث، أن تعيش بين الفينة والأخرى حالة من الصوفية، تعبر عمّا يجول في نفسك، بل إنما العيب أن لا تقوى على استحضار لحظة تأمل، تحمل بين ثناياها مس من بارقة أمل قد تحملها زوادة لغدك المبهم..
بل أن لحظات التأمل، وحدها من يؤسس لحالة من صقل النفس البشرية.. وحدها من يبني أولى أسس الإبداع عند المتأملين.. وحدها من يقوى على خلق حالة التصالح، عند الفرد من جهة والفرد ومحيطه من جهة أخرى.
وحدها من يؤنسن السلوك الانساني، ويلفظ الأفكار السوداوية الهدامة.. وحدها، من يخرج الفرد من تضخم مرض الأنا المستشري، ليعيده إلى خلده.. ويقتل النرجسية الجامحة في مهدها، قبل أن تتحول غولاً في النفوس قبل العقول.
فالتأمل أو اللحظات الصوفية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هي الدالة على معرفة خفايا النفس البشرية ومكنوناتها؛ وهي الكاشفة لبشاعة حب الذات، عندما يبدأ بالتحول شراً.. ليصبح الكون سواداً، ورائحة العفونة التي تعيش على الكراهية، ديدناً.. كن صوفي اللحظات لتقوى على حب الحياة.. إذا ما استطعت إليها سبيلا أو ما يزيد.