Opinions

لا يحق للسعودية أو غيرها التحدث باسم الشعب السوري وثورته كوسيط

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

عن أي إرهاب و مكافحة كافة أشكال الإرهاب يتحدثون؟!!! وهل صانع الإرهاب وممارسة الذي أغرق سورية بالإرهاب والقتل والدمار والتهجير سيكف يده عن ذلك؟

كل ما طرح بذريعة الحرص على سورية ووحدتها ودعم مؤسسات الدولة وبسط السيطرة على كل أراضي السورية هو خدمة للنظام الطائفي القاتل المجرم وإنقاذه مما يعاني منه من تهالك و تأكل قوته.

عن أي مصالحة يتحدثون؟!!! القاتل لا صلح معه بل لا بد من أن ينال العقاب المتناسب مع الجرائم والفضائع و المجازر و بحار الدم التي أراقها لا مكافأته بالتنفيس عنه و تزويده بوسائل إنعاش بعد أن وصل لموت سريري و حالة يرثى لها تؤدي لاندثاره والخلاص منه.

بكل الأحوال لم تقم الثورة السورية بإيحاء وإشارة من الدول العربية أو الأجنبية حتى تخمد وتتلاشى ويكون مصيرها وفقا لرغبات هؤلاء وتطلعاتهم ومساوماتهم السياسية..  بل من إرادة الشعب السوري  وتوجهه العام والجاد في غسل الذل والخضوع  والخنوع والبطش والتنكيل وهدر حريته و كرامته.. لذا دفع الأثمان الباهظة وضحى بخيرة الرجال والشباب والنساء والأطفال لتحقيق الحرية والكرامة وإقامة دولة الوطن والمواطن والقانون.

ليطبعوا كما يحلوا لهم وليعيدوا علاقاتهم كما يرغبون وليتناسوا ما قاله عنهم أهبل سورية وجزارها عنهم بأنهم أشباه الرجال ولا رجال، ولتتناسى السعودية ما كان يروجه النظام عنها بأنها رأس أفعى المؤامرة الكونية عليه للدرجة الذي روج مصطلح وتهمة جاهزة لكل ثوري خرج عن سيطرته بأنه بندري ومتأمر مع بندر الذي خطط و نفذ عبر أدواته ما جرى في سورية .

الثورة السورية ثورة شعب ولن تخمد إلا بالقضاء على جميع الشعب السوري الذي ثار على سلطة النظام الطائفي القاتل من قبله أو إذا استسلم الشعب و ترك مصيره للقاتل لكي يقرره ولا أظن بأن ذلك سيحدث إطلاقا ، فالثورات مصيرها بيد الثوار وليست بيد من يتدخل كوسيط للحل.

كنا نتمنى من السعودية الدولة الشقيقة أن تأخذ بيد اللاجئين وتضميد جراحهم و التخفيف من مصابهم وفتح بواباتها الحدودية لاستقبالهم لا إغلاقها عند حدوث موجات اللجوء و النزوح هربا من الغازات السامة والبراميل المتفجرة والذخائر المتاحة بيد النظام لقتلنا.. 

أما الآن وقد حدثت المأساة، فلا يحق للسعودية أو غيرها إذا كانت كوسيط التحدث باسمنا كشعب سوري تعرض لكل هذه الأهوال، دون إرادتنا ورغباتنا الوطنية ومن يقوم بهذا الدور دوره مرفوض شعبيا و ثوريا .