بقلم: عبد الكريم محمد
لا ترحل بعيداً، أيها الحالم الباحث في المدى عن نهايات حلمه.. لتبق من الأمل ما استطعت، زوادة لغدك المجهول.. المحمول على كف الزمن الموغل في اللامتناهي.. القابع بين ناصيتين.. بيوت من رجوم للشياطين وقصور الملائكة التي بنيت من نور واعمدة من عيدان العنبر والبخور..
لا ترحل بعيداً، وتذكر أن رائحة القرنفل، أينما وليت وجهك.. ستأتيك مسروجة على ظهر النسيم.. لا ترحل قبل أن يدق جرس القبيلة إيذانا بالرحيل.. سر عندما ترفع القبائل بيارقها، ويصيح المنادي بعالي الصوت جزعاً يا وحدنا..
دعك من هواجسك التي لا تهدأ، ومن شكوكك التي لا تغفو، فالحراس لا يمتلكون شجاعة العاشق يا صديقي.. وحراس العتمة ثعالب خائرة على شاكلة كلاب الحراسة المسعورة.