بقلم: عبد الكريم محمد
لا تستظل بالنرجس.. خوفاً من قلبي الموجوع على مدامعك.. لا تستظل بالنرجس يا صاحبي.. لأني أخاف عليك من هياج مواجعك..
ما كل من راقص ضوء الشمس حلماً واعداً أو بارعاً.. وما كل من عشق الظلمة كره النجوم وخان القمر.. عند تخوم الفجر.. بفسحة الوقت المتبقية قبل الرحيل.
لا تأمن للنرجس العابث مع بغاث الأرض.. فهو وحده من يعشق الثأر من الندى.. كما عشقه هجر المضاجع.. بعد إعلان انتصار طبعه غواً على ذاك التطبع.
لا تغرك الأسطورة.. وموت العاشق.. وحشد الحوريات والمشيعين..
لا يغرك شدة بياضة وجمال انعكاسه على مرايا الماء الصقيلة.. فهو الذي جمع حقد الأرض حزمة على القلوب الرطبة.. فالعفونة تاجه..
ملك على هيئة الملوك.. برائحة نتنة، ديدنه الخيانة..
مسكين ذاك اليوناني الطيب.. عندما انتحر حباً بالبريق..
مسكين أكثر عندما استبدل جثته بزهرة نرجس عابثة.. مسكين يا ابن سيفيسيوس.. عندما جعلت من نفسك اسطورة لعابرة على الأصقاع..
تتنقل بين المضاجع، لتقول أنا النرجس..
لقد خانتك انكسار المرايا لتخونك هي وحدها قبل صياح الديك.. مع أول جديلة للشمس.. بانت سريرتها على تلك البحيرة.
و لتعيد الصرخة العابثة على بقايا جسدك المترامي.. هل من مزيد؟!
كم أنت مسكين أيها اليوناني الحالم!!