Economy

كيف أثر اتفاق سقف الدين الأمريكي على انخفاض أسعار الذهب؟

ألقى اتفاق سقف الدين الأمريكي بظلاله على أسعار الذهب عالميا إذ تتجه أسعاره إلى الانخفاض واختتام شهر مايو/ أيار على تراجع كبير.

وقالت شبكة “سي إن بي سي” العربية إن إبرام اتفاق سقف الدين الأمريكي تزامن مع توقعات بأن يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة، ما عزز موقف الدولار وقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

يأتي ذلك بعدما أقرت لجنة القواعد في مجلس النواب الأمريكي تشريعا لرفع سقف الدين البالغ 31.4 تريليون وأرسلته إلى المجلس بكامل هيئته لبحثه والتصويت عليه، فيما استقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية عند 1959.64 دولار للأونصة بحلول الساعة 04:56 بتوقيت غرينتش، وهبط الذهب 1.5% حتى الآن هذا الشهر.

في السياق ذاته، استقر مؤشر الدولار الأمريكي في مواجهة الدعم الذي تلقته أسعار الذهب من انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات.

يشار إلى أنه رغم حالة الارتياح الناتجة عن إعلان التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن سقف الدين فإن هناك عدة مخاوف قد تعكر على المستثمرين في أسواق المال سعادتهم بهذا الاتفاق، إذ كانت وكالة التصنيف الإئتماني “فيتش” قد وضعت تصنيف أمريكا وهو “إيه إيه إيه” تحت المراقبة.

واعتبرت الوكالة أن الفشل في التوصل إلى اتفاق “سيوجه إشارة سلبية على صعيد الحوكمة”، فيما قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستينا غورغييفا إن الاقتصاد العالمى الذي يعاني أساسا من “عدم يقين كبير”، “بغنى” عن هذه المداولات المتوترة، مؤكدة إنها تأمل ألا يضطر الاقتصاد العالمي إلى الانتظار حتى اللحظات الأخيرة حتى يجري التوصل إلى حل لأزمة سقف الدين الأمريكي. وأضافت: “نأمل ألا نضطر إلى الانتظار كل هذا الوقت”.

وبحسب عدد من المراقبين فالاتفاق قد لا ينهي مخاوف أسواق المال مرجعين ذلك إلى عدة أسباب منها أن هناك توقعات بألا يمرر الاتفاق بسهولة في الكونغرس، خاصة وأن آخر موعد محدد لتخلف الحكومة عن سداد ديونها في 5 يونيو/ حزيران.

ويبلغ المخزون النقدي الأمريكي حاليا 39 مليار دولار، وهو أدنى مستوى له منذ عام 2017، ويتوقع خبراء في سوق المال أنه بمجرد التوصل إلى الاتفاق أن تسارع وزارة الخزانة الأمريكية بإعادة تعبئة رصيدها النقدي عن طريق إصدار سندات خزانة بأكثر من تريليون دولار حتى نهاية الربع الثالث، وهو ما من شأنه امتصاص كمية كبيرة من السيولة من الأسواق المالية، ويثير مخاوف المستثمرين.

يذكر أن أسعار الذهب عالميا لم تشهد فى العقود الآجلة الأمريكية تغيرا يذكر لتستقر عند 1959.30 دولار، فيما هبطت أسعار الذهب 1.5% حتى الآن هذا الشهر.

ويرجح المتعاملون في العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالى أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة الشهر المقبل، إذ تجاوزت البيانات الاقتصادية التوقعات، ومن شأن رفع أسعار الفائدة إضعاف جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 % إلى 23.18 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين كذلك 0.1% إلى 1012.62 دولار، بينما زاد البلاديوم 1% إلى 1414.27 دولار. وتتجه جميع هذه المعادن إلى تراجع شهري.