Opinions

كونوا أداة للوحدة والتغيير.. ولا تكونوا سلاحاً للفرقة

بقلم: د. أحمد خليل حمادي
لحمهم مسموم، قالها أحدهم بوصف بعض الشيوخ ليمرر ويبرر لمن أنحرف منهم وقام بتصرفات وأفعال غير مرضي عنها.. وقد تكون شاذة تلك التصرفات من خلال إضفاء طابع من القداسة عليهم.

يا هؤلاء أين أنتم من أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي قال بعد توليه الخلافة بعد أن حمد الله وأثنى عليه؟!!
“أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم”.

اتقوا الله فينا و فيما تقومون به وتقولونه، فلقد أسأتم لنا كثيرا ومارستم لعبة الدم بأسالبيكم التخديرية وتصرفاتكم الصبيانية الناتجة عن عقولكم القاصرة عما نمر به ويحيق بنا في دوامة الدم والقتل والتهجير والتشتيت والتدمير وللأسف كنتم أحد أدوات ذلك، و لم نعد نعرف ظاهركم من باطنكم، أضعتونا في معمعة عبثية لا تنتهي، و كنتم على الثورة لا لها، تريدون قيادتها وتوجيهها بفكر ضحل هو أبعد ما يكون عن السياسة ومتاهاتها وآحابيلها.

فالميدان ليس ميدانكم وساحاتها ليست منابر خطابية للإرشاد والتوجيه والهداية للخلاص الأخروي والنجاة يوم القيامة، فالكل يعرف واجباته الدينية وما يقوم به لتحقيق حسن خاتمته، أما دنيويا فعليكم شحذ الهمم وشحن إرادة القتال وإعداد المقاتل الثوري لكي لا يترك القتال في سبيل الله ثم حرية وكرامة الإنسان ويزداد ذلنا ونعيش حياة ذليلة، فلا خلاص مما نعاني منه بالخضوع والخنوع والإستكانه..

عودوا لكلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه في خطبته السابقة، و ليكن خطابكم وفقا لسياسته هذه وخطوطه العريضة، ولا نريد منكم إلا أن تكونوا واجهة دينية ثورية لا واجهة دينية وجاهيه تخديرية، يكفينا كل هذه السنوات الطوال من المعاناة المريرة، فتصرفاتكم وبكل صراحة تدفع الكثيرون للتساؤل هل أنتم مع الثورة أم ضدها ولذلك توجه لكم سهام النقد الدائم و تلوككم الألسن، ورحم الله من جنب نفسه الشبهات وأبتعد عنها، فبدلا أن تكونوا عامل توحيد وتجميع للحاضنة الثورية أصبح الكثير منكم عامل تمزيق وتفريق وتشتيت للجمع والكلمة.

لذا أقول لكم كما قالت تلك الصحابية لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: (اتقوا الله) فينا و في مصير شعبنا وثورتنا.