Literature

كن وقتهم

بقلم: عبد الكريم محمد

لا تجلس على جنبات الوقت، كي لا تصبح آلة تعد أوقاتهم.. وعليك أن تتذكر أيها الجالس في زوايا ظلمة الوقت، أن من يهن بسهل عليه الهوان…

 وأن الوقت سرعان ما يضيق ذرعاً ممن يستأنسون ظلمته، ليلقي بهم على قارعة الطريق.. ويجعل منهم طريداً وشريداً ومتسولاً، وسلة من مهملات..

 كن كما الوقت لتصنع جزءاً من لحظاته.. كن كما الوقت في اختزال الوقت كصياد ماهر.. لا يخطئ الرماية..

 بل اجعل من ظلمة الوقت وقتاً آخراً.. باستحضار شمعة كانت قد صنعتها مرضعتك.. من شمع خلايا النحل ومن تيلة القطن، التي زرعتها في حديقة بيتها العتيق..  

وتذكر أن تكون فجراً للوقت عند الصباح وقمراً عند المساء، كي تكون سيداً للوقت.. ومثلاً للحالمين أو العاشقين..

 كن محجاً أو قبلة للناسكين، حتى لو كرهت أن تكون ناسكاً، لا يهم.. المهم أن تصنع وقتهم، لتكون صوتهم، عندما يغزوهم الصمت منتصراً عليهم..

كن ناراً للهشيم، في لحظات صقيعهم.. واجعل من الحدأة طائراً ينقل وميض نارك.. كي لا تنطفئ.. وتذكر أن الصقور في كبد السماء.. تكره ظلمة اللحظات عند الغياب..

بل كن جبيناً للقمر.. لتكون وحدك شريك النور في ظلمتهم.. فالقبح يستحفه كل قبيح، دونك.. أيها البهي.