Literature

كم أتمنى أن تموت أيها الموت

بقلم: عبد الكريم محمد

ما أجمل أن تموت أيها الموت، لتترك لنا الحياة الأبدية ملكاً، كما الأسماء والصور والآوابد.. ما أجمل أن تستريح تعباً، لنصبح أشجاراَ تطل بالربيع زهواً بزهر الجلنار.. ورائحة الزيزفون.. وعبق الياسمين.

أما تعبت أيها الموت، فقد تعب الحصاد وذبلت الحنطة من منجلك، الذي لا يأخذ ولو فسحة من الراحة أو غفلة من نعاس، لكي يعيش عشاق الحياة يوماً آخراً قبل الرحيل.. لحظة الغياب..

صدقني، إذا ما شاع خبر موتك بين الأحياء أيها الموت، لن تجد راثياً أو مشيعاً أو حتى نائحة قد تذرف دمعة حزن عليك.. وتذكر أن كل الدموع المذروفة أنهاراً، ما قاله النساك يوماً، بأن أصدق الدموع دموع الفرح بفراقك ولو كان سهواً.. أيها الموت.

كم أتمنى أن تموت أيها الموت.. لتكتب لنا الحياة.. أيها الموت.