Opinions Politics

كذبة الـ”ناتو الشرق أوسطي”.. ذهبت أدراج الرياح

بقلم: عبد الكريم محمد
لا تصدق كل ما يقال بل ولا ترى بكل ما يلمع ذهباً، فالأقاويل غالباً ما تشاع لملءالفراغ الناتج عن العجز وقلة الحيلة والارتهان في أغلب الأحيان..

اليوم يعود أصحاب مقولة الناتو الشرق أوسطي، للحس كلامهم المعطر برائحة أحذية وأبواط الغزاة.. بل لا أحد أحسن من أحد، فلا ابن العلقمي القابع في دمشق أحسن من ذاك المتربع مخموراً على طاولة القمار هناك، ولا إسرائيل أقل خطراً على الأمة من إيران..

الكل صينعة رجل واحد، وإن تعددت الغواني في المضاجع.. والضحية هذا القطيع الهائم على وجهه، يسبح جبناً بنعمة السلطان المأفون ويضرب في سيفه.. ليخرج عليك أتباع ولاة الأمور بالترانيم الدينية والتبريكات والفتاوى المقززة للنفس.

اليوم يطلون برؤوسهم المطئطئة، ليلعقوا كلام ليلة أمس الماجنة بمن حضر، لينفون كل ما قيل عن الناتو المزعوم، وأنه لم يتم طرح أي شيء علينا، يتعلق بمنظومة دفاعية تكون إسرائيل جزء منها.

ولعل أصدق القول، ما قاله وزير خارجية الأردن: “لم يطرح علينا “ناتو” بمعنى ما قيل في الإعلام” ولا يوجد حديث حول منظومة دفاعية إقليمية تشارك فيها إسرائيل”.

بل لخص حال العرب جميعاً، خاصة المتعلقة بكذبة معاهدة الدفاع العربي الموقعة منذ خمسينيات القرن الماضي، بقوله: إنها ليست موجودة حاليا، وذلك في حديثه عن إمكانية وجود آلية عمل عربي مشترك لمواجهة ما وصفه بـ “التحديات المشتركة”.

وقد تكون الهريبة ثلثي المراجل، ولعلي لا أغلي بالقول، أن وزير الخارجية الصفدي يمتلك ناصية العمل الدبلوماسي، عندما خلص بلده من الورطة، حيث قال: “لم نسمع عما يتم طرحه عن تحالف عربي إسرائيلي لمواجهة إيران، والأردن ليس جزءا من ذلك”.

بل فك كربة جلالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي قد قال في وقت سابق، أنه يدعم تشكيل ما وصفه بـ “تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي “الناتو”، لكنه أكد على أن هذا التحالف يجب أن يتم مع الدول التي لديها نفس التفكير”.

العالم في كل صباح يتغير حاله، حتى ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مسؤولين عسكريين أمريكيين التقوا سرا نظراء لهم من إسرائيل ودول عربية في مدينة شرم الشيخ بمصر في مارس/ أذار الماضي، لاستكشاف سبل التنسيق ضد تنامي قدرات إيران الصاروخية وذات الصلة ببرنامجها للطائرات المسيرة، قابل للتغير.. خاصة بعد أن سقطت قدسية الأفراد، وبقيت القدسية صفة لخالق رب السماء وحده..

الأيام القادمة، ستلتحق كل المحميات بركب الوزير الصفدي، لتنفي صحة المعلومة القائلة ببناء الناتو الإسرائيلي – العربي، ليس خوفاً أو خجلاً، بل لأن المعلم والمشغل أضعف من أن يقدم على هكذا خطوة، بمعاقين وعرجان وضعفاء وجبناء ومهزومين ومأزومين.

ولأن إيران ليست عدوة للغرب على الإطلاق ولا للخليج العربي ولا للأردن، فلندن مربط خيلها، والطريق سالكة عبر المحيط إلى واشنطن على الدوام.. هذا ما عرفته مبكراً.