Social issues

كتب الحمادي.. راثياً الشاعر السبعيني نادر شاليش

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي

أكاديمي وباحث

أرسلت روحي إلى داري تطوف بها لما خطانا..

إليها ما لها سبل ان تسأل الدار ان كانت تذكرنا

أم انها نسيت إن أهلها رحلوا

قالها الرجل السبعيني نادر شاليش ابن بلدة كفر نبودة الحموية عندما تفتقت مواهبته الشعرية بعد تهجيره تحت وابل النيران من قبل النظام القاتل المجرم الذي وجهها نحونا بقصف عشوائي لسحق ثورتنا الشعبية ، فترك بلدته كفر نبودة كغالبيتنا ليعيش مرارة الغربة و النزوح و التهجير و ويلاته و مآسيه ، صاغ قصيدته بدموعه الثرة ليبكي وطنه السليب و بيته المغتصب.

قصيدة رددها أغلب السوريين و اعتراهم خلال استماعها النحيب و الحزن و الحنين للبيت و البلد و الوطن و العائلة التي شتت في اصقاع العالم بعد أن تقطعت بهم السبل و تركوا الدار و دفئها و حنانها و وشائج الألفة و الحب الجامعة كل أبنائها ليعيشوا ظروف الحرمان و الوجد و الحنين .

و لقد تتالى انتاجه الشعري و الإبداعي ليتربع كشاعر مبدع ثر له علامة بارزة في الشعر الثوري و الأهم له مكانته الكبيرة في قلوب السوريين الذين أحبوه و أحبهم و ليكون أحد شعراء ثورتنا البارزين ناقلا هموم الإنسان و الناس و شعبه و عكس كل ذلك في أشعاره و انتاجه الأدبي .

ابو محمد نادر شاليش ما أن تتعرف عليه حتى تحبه و تحترمه و لا تتمنى مفارقة مجالسته ، دمث الأخلاق و طيب المعشر ،نقي و تقي و ورع و أصيل ، عركته الحياة بتجاربها و لدغته بظروفها القاسية ، حكيم في تصرفاته و رأيه سديد ، لا يتهاون في الحق و قوله و فعل موجباته .انتقل لدار الحق تاركا لنا سمعته الطيبة و إرثه الشعري الذي يحكي قصتنا مع النظام القاتل المجرم الذي قتل مئات ألوف السوريين و اعتقل منا الآلاف المؤلفة و هجر و نزح أكثر من نصف الشعب السوري في اصقاع الأرض .

رحم الله صديقي الشاعر نادر شاليش و احسن إليه و اسكنه فسيح جنانه في أعلى عليين و جعلك في منزلة الشهداء الأبرار .و ستبقى روحك يا صديقي تطوف على دارك و كفر نبودة و وطننا السليب المغتصب حتى تستريح و نستريح و نحقق خلاصنا و حريتنا و كرامتنا و نقيم دولة الوطن و المواطن و الإنسان و القانون .فلن تنسى يا صديقي بل ستكون في ذاكرتنا الجمعية أحد منارت الحرية و الكرامة ، رحمك الله و تقبلك أبا محمد .إنا لله و إنا إليه راجعون