Opinions

كتب الحمادي.. النظام السوري حوّل سفاراته أجهزة أمنية لملاحقة معارضيه

بقلم: الدكتور أحمد الحمادي
أكاديمي وبحاث

عادة تعتبر السفارات هي الواجهة المثالية لدولها في الدول الأخرى ، وفيها التعامل الراقي كيف لا ؟!!
وهي مؤسسة العلاقات الدبلوماسية بين دولتها الأم و الدولة المضيفة، لترعى مصالح مواطنيها و تسعى لحمايتهم و الحفاظ على أمنهم و آمانهم من أي خرق على أرض الدولة المضيفة..

ذات يوم، كتبت احدى الدول بهذا الخصوص، بما معناه، (إذا اعتدي على حامل جواز السفر هذا سنحرك الجيوش و حاملات الطائرات لإنقاذه)، على عكس ما يسعى له نظام القتل الإجرام المحتل لدمشق، فقد حول سفارات و قنصليات الشعب السوري في الخارج لفروع و أقسام أمنية وتجسسيةو تشبيحية و أذرع عنفية، لملاحقة الشعب السوري، توطئة لممارسة جرائمه ضد كل معارض له ولو بالكلمة.. ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدبلوماسية والأخلاقية وشرعة حقوق الإنسان.

و لم يكتف بذلك من ممارسات إرهابية، فقد تجرأت عصاباته المجرمة عبر سفارته الأمنية في بيروت يوم الثلاثاء الماضي ٢٤/ ٢٠٢١/٨ م، خطف المواطن السوري “توفيق الحجي” من نابعية ومواليد مدينة جاسم و ما يزال حتى اللحظة مصيره مجهولاً.. لم يتوقف عند هذا الحد، ممعناً في ممارساته الإجرامية، ليقدم وبذات الطريقة يوم الجمعة ٢٠٢١/٨/٢٧ م، اختطاف أربعة سوريين من محافظة درعا بعد الاتصال بهم و دعوتهم الحضور لاستلام جوازات سفرهم؛
وهم : أحمد زياد العيد ، محمد عبد الإله الواكد ، محمد سعيد الواكد ، إبراهيم ماجد الشمري ، و عندما حضروا تم خطفهم و أصبح مصيرهم مجهولا كغيرهم من المختطفين السابقين.

نعم لم يكتفوا بتحويل سفاراتهم لمراكز قمع و إجرام و خطف ضد مواطنيهم ( مع التحفظ عن استخدامها )فقط و متابعتهم و ملاحقتهم أمنيا، بل تعدى ذلك بتحويل تلك السفارات، خاصة السفارة السورية في بيروت، لوكر للتأمر و التخطيط و تنفيذ السياسية العدائية ضد الشعب اللبناني الشقيق في دعم حلفاء النظام و من يدورون في فلكه.

و بكل الصراحة والوضوح، كأني بها الأدوار تبدلت ما بين القيادة الأمنية السورية في عنجر( سابقا )، قبل الانسحاب السوري من لبنان لتصبح السفارة السورية في بيروت، هي من يقوم بنفس المهام الإجرامية بديلاً عن عنجر.. لكن مع تبديل الصور والهياكل من لباس عسكري كان يرتديه اللواء رستم غزالي بعنجهية المجرم الأشر.. إلى سفير طائفي مجرم حاقد يدعي لنفسه أنه صحافي ومثقف، وباسم مختلف بعض الشيء وشكل مختلف وياقة ولباس مختلف، يتكرر فيه اسم العليات “علي عبد الكريم علي”..

المهم بالأمر يبقى المحتوى هو ذات المحتوى، و إن اختلفت المخرجات، بل يبقى الآنين و الوجع اللبناني / السوري نفسه، ويبقى الهاجس يقض المضاجع.