Opinions

كتب الحمادي.. التحليل الاستراتيجي و العسكري تحليل ام تحايل ام ماذا ؟

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
لا يوجد اختصاص علمي يسمى تحليل سياسي أو عسكري ، و من خلال خبرتي و دراستي و متابعتي للكثير ممن يطلقون على أنفسهم صفة محلل استراتيجي أو عسكري و لمن خاضوا في هذا المجال في تغطية هذا الحدث او ذاك من احداث ثورتنا. حيث يتم اللقاء معهم للتعلق على حدث قائم أو تكهن بحدوثه ، و هؤلاء يتناولون الحدث و يسقطون رؤيتهم الخاصة حسب توجهه او ميوله أو رؤيته أو مصالح من يميل لهم أو من يدفعون له أو حسب ميول الوسيلة الإعلامية التي يظهر عليها و يعكس كل ذلك في حديثه و ما يقوله محاولا اضفاء اللبوس العلمي عما يقول ، و بالحقيقة ما يقال ما هو إلا تكهنات و توقعات ممزوجة ببعض الحقائق نتيجة متابعة الحدث ، لذا كل التوقعات التي تقال من قبل هؤلاء على أساس تحليل تعتمد على العامل الذاتي للشخص و متابعاته و قدرته على ربط الأمور و المعطيات مع بعضها البعض و تحتمل الصواب و الخطأ .


و لو كانت التحليلات السياسية و العسكرية علمية لما تضاربت رؤية المحليين و لما وجدنا رؤى متناقضة بل نجد التحليلات متشابهة او متطابقة بدلا من الصراخ و العياط و الشتم و الضرب أحيانا في محاولة يائسة لإثبات وجهة النظر لهذا او ذاك .


فمثلا من يريد تغطية حدث ما او لقاء مغلق على مستوى عال بين وزيري خارجية لدولتين فاعلتين حول قضية ما ، فانه سيبني قوله على ما يرشح من تسريبات حول اللقاء مع بعض الاحاطة عما قيل فيه و يدلي هو بدلوه الخاص أما حقيقة ما جرى و انعكاسه و تشعباته لن يستطيع الاقرار الجازم بمخرجاته و يبقى قوله عبارات عابرة قد تكون صائبة ام خاطئة و لكنها تلبي فضول من يبحث عن الحقيقة ، بينما الحقيقة مكتومة و مغلق دونها أبواب الاجتماعات المغلقة ، بينما يجد بعض المحلليين يتناولون الحدث و يقنعون مشاهدهم و المستمع لهم و كأنه كان جالس بين من يجرون محادثاتهم و مفاوضاتهم .


و للأسف من هؤلاء من يغرز خنجره ببطن و ظهر و قلب ثورتنا من خلال ميولهم التي لا نستطيع القول عنها بأحسن الأحوال : (إلا انها خاطئة مع ترجيحنا لحسن نواياهم ) عندما ينسبون ما يقوم به جيش التحرير الشعبي و الثوار و الأحرار للتن.ظيم الإر.ها.بي د.ا.ع.ش و كانهم يسعون بآلة إعلامية و دعائية وصف الثورة بالإر.هاب و وصف الثوار و الأحرار و دمغهم بالإ.رها.ب و بالتالي ميولهم الصريح نحو تحقيق مصلحة النظام الطائفي القاتل المجرم سواء قصدوا ذلك ام لم يقصدوه ، و لكن من يزج نفسه في هذا المجال عليه ان يكون دقيقا و يتجنب بكل ما يستطيع الميل نحو تحقيق مصلحة الطغاة و كاتمي أنفاس الشعوب و مغتصبي السلطة و قامعي حرية الشعوب و هادري كرامتهم .