بقلم: إياد مصطفى
هكذا هي الحياة، تجد فاقد الشيء لا يعطيه، فلعلك تجد أن أكثر الناس خطاباً بالعفة، هم من تربوا في مواخير الدعارة أو عاشوا قسطاً من عمرهم على جنبات المواخير.. أي هم من يفتقدون إلى الخصال الحميدة، ويجدون غاية بالصعوبة للوصول يوماً إليها، أو التنعم بما تحمل من قدسية وحالة من الاستقرار الروحي والنفسي.
ولعل هؤلاء قد استمرأوا هكذا نوعاً من الخطابات، ليجعلوا من النصوص القرآنية جسراً أو صهوة يمتطونها.. لاقناع من حولهم، بأن ما يقومون به هو عين الصواب ودون ذلك، يصب في دوائر الرذيلة والمروق والكفر وحسب.
هؤلاء القوم يُنصبون أنفسهم حملة الأمانة وهم منها براء، بل ويدعون العفة وهم أبناء سفاح لا أكثر، يثأرون من مَن حولهم، ليغطوا ما يعيشونه من أمراض روحية ونفسية ووجدانية وعقلية بكل تأكيد.. يتلذذون بآلام مَن حولهم، ليجعلوا من الذكورية سلاحهم، على حساب الحرائر، انطلاقاً من الكذبة الكبرى أن المرأة كلها عورة..
هؤلاء القوم هم مجرمون يغطون جرائمهم بإدعاء التقوى والإيمان، ليستحضروا في عقولهم ونفوسهم كل نساء الأرض، في لحظات التخلي التي يعيشها الخلق، بحثاً عن الوصول للذة التي ينشدونها.. هؤلاء ليسوا نابليون حينما قال ” لولا أمي لقلت كل النساء عاهرات”، هؤلاء يجدون العهر في كل شيء من حولهم، ويعتقدون بأمهاتهم بائعات للهوى وممارسة الرذيلة.
بل إن هؤلاء يتناسون الآية الكريمة الفائلة: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”.. يتناسون المساواة بين الخلق ويتناسون أن المرأة لو كانت أقل منهم شأناً لما انيطت بالتكليف كما الرجل..
والأكثر غرابة، هو اضفاء صفة الذكورية على الدين الإسلامي، الذي جاء ليلغي هذه الصفة بالمطلق وليعيد التوازن للخلق وليسوي بين الذكر والأنثنى، ولو كان الأمر غير ذلك لما اوصى النبي محمد بالنساء خيراً.
على كل للحديث بقية.