أبدى قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، جاهزيته لإبقاء الطريق إلى ضريح سليمان شاه (جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول بن أرطغرل)، “مفتوحا”.
وقال عبدي عبر حسابه في “إكس” يوم الاثنين: “استنادا إلى الاتفاقيات الدولية، نجدد التزامنا بإعادة ضريح سليمان شاه إلى موقعه القديم، مع تأكيد جاهزيتنا لإبقاء الطريق إلى الموقع مفتوحا”.
وأكد قائد قسد “تقديم كافة التسهيلات اللازمة لعبور جسر قره قوزاق باتجاه الضريح”.
وقبل أيام، ذكر قائد “قسد” في بيان أنه “خلال التهديد الذي شكله تنظيم داعش عام 2015، ساهمنا في حماية رفات سليمان شاه عبر تسهيل نقله إلى منطقة آشمة”.
وأفاد حينها بأنهم ملتزمون بالحفاظ على المواقع التاريخية ومستعدون للتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتيسير إعادة رفاته إلى موقع المزار الأصلي بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية السابقة وباحترام كامل للتراث الثقافي.
وتم نقل قبر سليمان شاه بين ثلاث مواقع مختلفة، إذ كان يقع بالأصل بالقرب من قلعة جعبر في الرقة لغاية عام 1973 حيث تم نقله إلى ضفاف نهر الفرات في محافظة حلب على بعد 27 كيلومترا من الحدود التركية، لتجنب الفيضانات، ثم قامت الحكومة التركية بنقل الضريح إلى غرب مدينة كوباني على الحدود السورية التركية في عام 2015.
- من هو سليمان شاه؟
وسليمان شاه بن قتلمش جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول بن أرطغرل عاش في الفترة ما بين 1178م حتى 1236م.
ويعتبر “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه حسب أغلب كتب التاريخ.
ويحكى أن المغول هاجموا إمبراطورية “سليمان شاه” عام 1231م على حين غرة، مما دفع سليمان شاه وعشيرته إلى التحرك من “أخلاط” إلى جهة أخرى بسبب الاضطراب الذي أحدثه الاجتياح المغولي حيث وصل حتى أبواب الأناضول، وحسب ما نقش على ضريحه فلقد لقي مصرعه في نهر الفرات مع اثنين من رجاله.
وتكثر الروايات التي تقول بأن “سليمان شاه” مات غرقا أثناء محاولة عبوره نهر الفرات قرب قلعة جعبر حيث دفن هناك مع أحد وزرائه قرب منحدرات قلعة جعبر في سوريا، إلا أن قصة موته غرقا تبقى رواية لا يمكن الجزم بها، وفق ما ذكره موقع “ترك برس”.
بعد أن دخلت سوريا في ظل الدولة العثمانية في عهد السلطان “سليم الأول” عام 1516م اهتم السلطان سليم بضريح “سليمان شاه” وأقام مزارا لائقا بجد العثمانيين أطلق عليه الزائرون “المزار التركي”، وفي أواخر القرن التاسع عشر في عهد السلطان “عبد الحميد الثاني” أولى اهتماما بالغا للضريح فتم تجديده وتوسعة المنطقة المحيطة به.
وفي فترة الانتداب الفرنسي لسوريا عام 1921 تم الاتفاق على بقاء ضريح “سليمان شاه” تحت السيادة التركية والسماح برفع العلم التركي عليه وتتم حمايته من قبل بعض الجنود الأتراك (40 جنديا) بموجب المادة التاسعة من اتفاقية أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا.
وفي عام 1986 تقرر بناء سد الفرات في منطقة الطبقة مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير عن منسوبها السابق لذا قررت السلطات التركية نقل الضريح إلى مكان آخر خوفا من أن يغمر الضريح بمياه السد.
وتم نقل الضريح عام 1973 إلى شمال تل “قره قوزاق” على أرض قاحلة تبلغ مساحتها حوالي 8000 متر مربع تبعد عن منبج حوالي 30 كلم وعلى بعد 25 كلم من الحدود التركية، وبات مقصدا سياحيا بالنسبة للأتراك خصوصا بعد التجديدات وعمليات الترميم التي تمت في عام 2010.
المصدر: RT + موقع “ترك برس”