Arabic

قسد تستخدم النفط كورقة ضغط على الحكومة السورية

كشفت مصادر سورية مطلعة لموقع عن تخفيض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كمية النفط المرسلة إلى الحكومة السورية بنسبة 50% أمس الجمعة، بعد بروز خلافات بين الطرفين حول تطبيق بنود اتفاقات تتعلق بأحياء في حلب، وسد تشرين.

وأشارت المصادر إلى أن “خلافات حول تطبيق بنود الاتفاق بشأن سد تشرين وحيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب بين الحكومة السورية وقسد دفعت الأخيرة إلى تخفيض كمية النفط المرسل بشكل مباشر”.

وأوضحت المصادر أنه تم يوم أمس تسيير نسبة لا تتجاوز 40% من الصهاريج المحملة بالنفط التي تسيَّر يومياً من محافظة الحسكة باتجاه مصفاة بانياس.

وتجمعت عشرات الصهاريج على الطريق الدولي (M4) جنوبي مدينة القامشلي منذ يوم يوم الخميس، على خلفية عرقلة “قسد” تسيير الدور بالشكل المعتاد.

وسبق أن قال مدير العلاقات العامة في وزارة النفط السورية، أحمد السليمان، في تصريحات إعلامية إن “الاتفاق مع قسد ينص على تسليم 15 ألف برميل نفط يومياً ومليون متر مكعب من الغاز يومياً لمحطات الطاقة”.

“قسد” تماطل بتنفيذ الاتفاقيات
من جانب آخر، قال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن “قسد” تماطل في تنفيذ خطوات الاتفاق مع الحكومة السورية حول حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب ومنطقة سد تشرين بريف المحافظة.

وفي الأسبوع الماضي، قال زعيم “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، خلال كلمة ألقاها أثناء زيارة تفقدية أجراها إلى سد تشرين، إن سوريا “تدخل مرحلة جديدة تبتعد عن الحرب”، مشيراً إلى أن المفاوضات مع الحكومة السورية “تسير بشكل إيجابي، في خطوة قد تمهد لاستقرار طال انتظاره في الشمال السوري”.

وأوضح عبدي أن “المحادثات الجارية أسفرت عن اتفاق على تحييد سد تشرين عن أي عمليات عسكرية”، مشدداً على أن إدارة السد “ستكون مدنية بالكامل، وسيعود إلى وضعه الطبيعي كمؤسسة وطنية خدمية سورية”.

وكشف مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا في وقت سابق أن أبرز بنود الاتفاق بين الطرفين “تتضمن انسحاب جميع التشكيلات العسكرية من محيط السد، وتشكيل قوة أمنية مشتركة من الحكومة السورية و(قسد) تتولى مهمة حماية السد وضمان استمرارية عمله كمرفق مدني خارج نطاق العمليات القتالية”.

ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الاتفاق، لا تزال “قسد” تفرض كامل سيطرتها على السد ومحيطه، وتستمر في نقل قوافل المدنيين من مناطق شمال شرقي سوريا إلى سد تشرين بذريعة تقديم الدعم المعنوي لمقاتليها.

وفي يوم الإثنين الماضي، عقد مسؤولون حكوميون وممثلون عن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية اجتماعاً في مدينة حلب، لبحث أولويات الخدمات الأساسية وتحسين الواقع الخدمي وتلبية احتياجات السكان.

وبحسب ما ذكرت وزارة الإدارة المحلية، أكد الاجتماع على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية الموضوعة لمتابعة تنفيذ المشاريع الخدمية، بما يضمن تحقيق نتائج ملموسة على الأرض وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للسكان.

وتشير مصادر تلفزيون سوريا إلى استمرار احتفاظ “قسد” بالسيطرة الفعلية على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب عبر قوات الأمن الداخلي.

وبحسب المصدر، فإنه رغم خروج دفعتين من وحدات حماية الشعب من الحيين منذ مطلع نيسان الجاري، لا تزال الأخيرة تحتفظ بمئات المقاتلين فيهما.

اتفاق الشيخ مقصود والأشرفية
توصلت لجنة مكلفة من رئاسة الجمهورية العربية السورية و”المجلس المدني لحيي الشيخ مقصود والأشرفية”، في الأول من نيسان الجاري، إلى اتفاق لتسوية أوضاع الحيين في مدينة حلب.

وأكد الاتفاق، المؤلف من 14 بنداً، على انسحاب القوات العسكرية من الحيين بأسلحتها إلى منطقة شمال شرقي سوريا، وحظر المظاهر المسلحة فيهما.

كما نص الاتفاق على “تبييض السجون من قبل الطرفين في محافظة حلب، وتبادل جميع الأسرى الذين تم أسرهم بعد التحرير”، و”تشكيل لجان تنسيقية لتسهيل الحركة بين مناطق حلب وشمال شرقي سوريا، ولجان داخل الحيين لتطبيق الاتفاقية على أرض الواقع”.

Leave a Reply