مرة أخرى ردد القائد السابق في الجيش البريطاني ريتشارد كيمب، تصريحات قالها السناتور الأمريكي ليندسي غراهام قبل أيام، حول “اغتيال” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما وصفته روسيا سابقا بقلة العقل.
ونقلت صحيفة “ذي ميرور” البريطانية عن كيمب، حثه لقوات الناتو على “النظر في جميع الخيارات لإزاحة بوتين من السلطة بما يشمل قتله، على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون هذا السيناريو قابلا للتطبيق أو مرغوبا”.
ويرى الكولونيل الذي قاد القوات البريطانية في أفغانستان وعمل في لجنة الاستخبارات الوطنية، أن بوتين يمثل “تهديدا دائما ومميتا”، وأن قتله قد يكون “غير مستساغ” بالنسبة للبعض، لكنه قد يساعد في إنقاذ آلاف الأرواح.
وتابع: “أفضل شيء هو رؤية الإطاحة ببوتين واعتقاله ومحاكمته إما في روسيا أو في المحكمة الجنائية الدولية. لكن هذه الخيارات من غير المرجح أن تحدث”.
وقال كيمب (69 عاما) إن على حلف الناتو والحلفاء الغربيين ألا يستبعدوا سيناريو اغتيال الرئيس الروسي، مستشهدا بعمليات اغتيال أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي وقاسم سليماني، فقد قتلوا جميعهم لتجنب التهديدات التي يمثلونها بالنسبة للغرب، على حد قوله.
وكان السناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية، ليندسي غراهام،، قد دعا أيضا في وقت سابق من الشهر الجاري، “شخصا ما في روسيا لقتل هذا الرجل” في إشارة إلى الرئيس بوتين.
وغرد على تويتر: “هل يوجد بروتوس في روسيا؟ هل هناك شتاوفنبرغ أكثر نجاحا في الجيش الروسي؟”، في إشارة إلى ماركوس جونيوس بروتوس الذي لعب دورا بارزا في اغتيال القيصر الروماني يوليوس عام 44 قبل الميلاد، وشتاوفنبرغ ضابط الجيش الألماني الذي حاول قتل أدولف هتلر دون أن يفلح.
وعلق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على تصريحات السيناتور الأمريكي البارز، قائلا: “في الجو المتوتر للغاية لا يتمكن الجميع من الحفاظ على سلامتهم العقلية”.
وقال بيسكوف للصحفيين: “من الصعب جدًا العثور على الكلمات. وبالطبع في هذه الأيام لا يتمكن الجميع من الحفاظ على عقل رصين، بل يمكنني أن أقول عقلًا سليمًا. لذلك كثيرون للأسف يبتعدون عن طريق العقل”.
ووجهت السفارة الروسية في الولايات المتحدة الأمريكية، طلب توضيح رسمي للسلطات الأمريكية بشأن تصريحات السيناتور غراهام، معربة عن إدانتها الشديدة لتلك التصريحات.
وقال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، إن “تصريح غراهام غير مقبول ومثير للغضب”، مشيرا إلى أن درجة الخوف من روسيا والكراهية في الولايات المتحدة للروس تخطت نطاقها المألوف.
