Politics

في خلفية الأهداف الحقيقية للولايات المتحدة بأوكرانيا

بقلم: أ. إياد مصطفى

بمعزل عن ما تمارسه روسيا بقيادة بوتين وعصابته المجرمة في أوكرانيا، لا بد لنا من تبيان الحقيقة الساطعة، بأن الولايات المتحدة تسعى إلى الاستفادة من الصراع في أوكرانيا بشكل شامل، خاصة ذاك الهدف الأساسي التي تسعى الولايات المتحدة من خلاله لإضعاف أوروبا.. 

وقد يكون عدم الاهتمام من جانب الولايات المتحدة بإنهاء النزاع الأوكراني، الدالة الحقيقية لهذا الهدف.. وما نلمسه بشكل مفضوح وغير مبرر، هي التصريحات اليومية التي تؤجج حالة الصراع من خلال “صب الزيت على النار” بكل الطرق الممكنة. حتى  “الخطاب الراديكالي” المغلف بمفاهيم دينية لبايدن حول تهديد “نهاية العالم النووية”، جاء ليصب في تلك الأهداف.

أي أن ما تفعله الولايات المتحدة من تنمر كما جرت العادة، هو توجه واع يهدف إلى استفزاز روسيا إلى أقصى حد، ثم تحميلها المسؤولية إذا ما تحولت الحرب الدائرة إلى أزمة من شأنها أن تنعكس سلباً على أوروبا بخاصة والعالم بعامة.

فالولايات المتحدة تسعى على الدوام لجني المكاسب، هذا حقيقة ما نشاهده اليوم في صيرورة الصراع الروسي – الأوكراني.. أي أن التوجهات المفضوحة لأمريكا، تتضمن خطط لإعادة تشكيل أوروبا لتكون أكثر اعتمادًا عليها من حيث الطاقة والأمن، وإشراك المزيد من الدول في المعسكر المناهض لروسيا، ليس كرهنا لها، بل تغييباً للدور الأوروبي الواعد، لتبقى ملحقاً بمشاريعها على كافة المستويات القارية والكونية.

المهم بالأمر، أن “الولايات المتحدة تتنفس الصعداء وهي تشهد تصاعد الصراع، ولا يعتمد تطوره على الإطلاق على ما إذا كانت أوكرانيا مصممة حقًا على القتال حتى آخر أوكرانيا، ولكن على ما إذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى استمراره”.

كل هذا علينا أن لا نغفل الألعاب الأمريكية، التي تسعى من خلالها دائمًا للعب دور بريء.. وأن ندرك جيداً أن “لدى مسؤولي البيت الأبيض الآن طقوس جديدة لتوضيح تعليقات بايدن من أجل تبييض أو التقليل من دور الولايات المتحدة التحريضي في الصراع”.

يبقى السؤال الذي لا بد منه، هل ستقوى أمريكا عبر سياساتها الخبيثة من حصد المنافع بمفردها؟ أم أن العالم الغربي بات يدرك خبث الألاعيب الأمريكية، التي تسعى من خلالها امتهان أوروبا وباقي الشركاء؟