Politics

فليكن أجري على الله

بقلم: عبد الكريم محمد

تجري الكثير من الدول، خاصة العسكرتارية منها، حزمة لا يستهان بها من الترتيبات والتوضيبات، ظناً بأنها ستقوى على وقف أو فرملة المتغيرات، التي ستطال كل شيء حتى بنية التفكير السياسي ببعده الاجتماعي، والإدارة ومؤسسات ما يسمى بإدارة الدول والأزمات.

التغيير سمة لا يمكن لكائن أو قدرة كامنة كانت أو عائمة، الوقوف بوجهه، أيا يكن بشراً أودولاً أو حتى مؤسسات اقتصادية- اجتماعية، أو مؤسسات عسكرية جهنمية، تمتلك كل وسائل القوة والسيطرة والتدمير.

اليوم بدأت عجلة التغيّر في رأس الحوت المريض، بدأت في قيادة العالم، وأن ظهور اتجاهات تعبر عن واقع الحال الثقافي والفكري والسياسي والطبقي، هي السماة الغالبة على هذا التغير بأنماط التفكير والسلوك السياسي، المستند إلى بعده الاجتماعي- الاقتصادي..

المهم على العرب ومن يشبههم، ومعهم إسرائيل وأفريقيا…ألخ، أن يدركوا أن ثمة ثورة كبيرة لا يمكنها أن تدين بالولاءات العمياء، ولا بمكن التحكم بمسيرتها أو حتى رسم خطواتها وصيرورتها.. باعتبارها قدرأ محتوماً..

اليوم وفي الغد وبعد الغد، سينام العالم أجمع، على متغير ليفيق من نومه، كما يبعث الموتى ثانية، على متغيرات أكبر لم يكن لأحد أن يتوقعها، أو على أقل تأثير لم يكن لأحد القدرة على حساب حجم النتائج، التي قد تجلبها هذه المتغيرات.

فلا أمريكا ولا روسيا ولا الصين…ألخ، ستقوى على رسم سياسات العالم، كما درجت عليها العادة، بعد الحرب العالمية الثانية، لأن عجلة وميكانيزمات التغيير، هي حاجة ماسة لأبناء تلك الدول، وليس فقط حاجة للشعوب الفقيرة على الإطلاق وما يسمى بالدول النامية أو دول الجنوب.

على كل بعيداً عن الكثير من الجعجعة، وظجيج المطاحن الخاوية من الطحين، سيشهد العالم خطوتان مهمتان جداً، ستغيّر من الرتابة التي نشهدها على كافة المستويات، لتغيب معها دول مهيمنة، دون البديل الكلاسيكي في ملء الفراغ على الإطلاق..

لأن البديل سيكون موضوعياً يعبر عن حاجة البشرية أكثر من تعبيره عن حاجة عصابات حاكمة وشركات متحكمة وقل ماشئت.. وهو الأقدر على ملء الفراغ الحاجة والضرورة في آن معاً.