Opinions

فقط عندما تكون جاهلاً تناصب العداء للأمم

بقلم: عبد الكريم محمد

بين الفينة والأخرى، يطل عليك معتوه فاقد للمعرفة محملاً بشعارات الحقد والضغينة، بديلاً عن وعي الذات، ليبدأ بمهاجمة الأمم التي أكسبته المعرفة والحضارة الإنسانية، التي ينعم بنتائجها هذه الأيام.. الحقيقة أن تنامي النزعات العنصرية والانغلاق الديني بذريعة الإيمان المطلق وصحة المقولة في العقيدة، لا تعفي هؤلاء البشر من كونهم جهلة وحسب..  

وأن محاولة التجاهل هذه تنم عن عدم سعة المعرفة للآخر، الذي يحمل موروثاً حضارياً لا يمكنه الوصول لمعرفتها، والسبب يكمن في القصور العضوي عقلاً وقلة الوعي تخلفاً.

فمنهم من يرى بالإسلام الديانة الكلية للبشرية جمعاء، ضاربين عرض الحائط كلام الله عز وجل “قوله تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118)(هود).. بالمقابل يأتيك واحد من الديانة المسيحية، ليقول لك كل من ليس مسيحياً فهو إرهابي، متناسياً أن أكبر المذابح التي ارتكبت بحق البشرية جمعاء، شُرعنت بمظلة الكنيسة والحروب المقدسة المزعومة.. وهنا لست بوارد تعداد الحروب ومئات الملايين من القتلى..

الأخطر من ذلك يأتيك من يتعدي التحصيل العلمي والذي يتبوأ موقعاً قياديا في بلادة، ليلقي الاتهامات جزافاً على عواهنها، فقط ليحصد المغانم الانتخابية على حساب الجهلة الموتورين والأغبياء والرجعيين الذين يطلق عليهم “المحافظين” أو “اليمين المحافظ”، هؤلاء ليسوا بشراً ولا يحق لهم توجيه الاتهامات للبشر، لأنهم بقايا العصور الوسطى، أي بقايا العصور الموغلة بالجهل والتخلف والانحطاط والقذارة وقلة المعرفة والوعي والنزاهة..

وقس على ذلك اليهود الذين، لم يكتف بعضهم بعنصريته المفرطة القذرة، بل جعل من الله والكون والخلق في خدمته، كواحد متميز نزهه الله عن العالمين، لدرجة تخال الله نادلاً في حاناتهم، دون غيرهم.. بل أن كل الخلق أغياراً ومعهم اليمين الرجعي الذين لحقوا بالركب من مسيحيين ومسلمين وديانات ما أنزل الله بها من سلطان.

الديانات جاءت لخير البشرية، ولم تأت دساتيراً لنظم ودول وجماعات بعينها دون الأخرى، فمن يختزل الدين باعتباره وجه الخير، لدستور هنا وتشريع لماخور أو تجارة هناك.. تماماً كالذي يجافي سنة الله في الخلق جميعاً أياً تكن عقائدهم..

الكذبة مكشوفة، وليس من داعي لممارسة المحاولات المحمومة، لدفعنا إلى تصديقها، كل عنصري ومتعصب على وجه الأرض هو إرهابي، أياً يكن دينه والإرهاب ينبع من البؤر العفنه سموها ما شئتم.. ولن نصدق الكذبة، فمن يريد دوله يهودية في فلسطين، عليه أن يرضى بدولة مسلمة في أفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية وبدولة مسيحية في أمريكا وبدولة أورثذكسية بروسيا وبدولة بوذية في الهند وقس على ذلك ما تراه مناسباً..