Business

فضحت دعم مايكروسوفت لإسرائيل.. إشادة عربية بالمغربية أبو السعد

مواقع التواصل الاجتماعي ازدحمت بإشادات من إعلاميين وحقوقيين ومواطنين من دول عربية للشابة ابتهال أبو السعد، بعدما اتهمت إدارة مايكروسوفت بشكل مباشر بأن يدها “ملوثة بدماء الفلسطينيين”.

  • الحقوقي الفلسطيني رامي عبدو: ابتهال تجسيد حي لضمير أخلاقي يقظ داخل إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
  • رئيس تحرير موقع “عربي 21”: المواجهة بين ابتهال والمدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت هي بين الكرامة والتضحية والنأي بالنفس عما يجري.

حظيت الشابة المغربية ابتهال أبو السعد التي تعمل مبرمجة في شركة مايكروسوفت بإشادة عربية واسعة، بعد فضحها الدعم الذي تقدمه شركتها لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها منذ 18 شهرا على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بإشادات من إعلاميين وحقوقيين ومواطنين من دول عربية للشابة المغربية، بعدما اتهمت إدارة مايكروسوفت بشكل مباشر بأن يدها “ملوثة بدماء الفلسطينيين” لما تقدمه من تقنيات ذكاء اصطناعي لإسرائيل تستخدمها للإبادة في قطاع غزة.

** ابتهال.. صوت الضمير
الحقوقي الفلسطيني رامي عبدو، وصف أبو السعد بأنها ليست مجرد موظفة غاضبة “بل تجسيد حي لضمير أخلاقي يقظ داخل إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم”.

وأدان عبدو عبر منشور على فيسبوك، الصمت العالمي تجاه التكنولوجيا التي تستخدم لقتل الأبرياء.

وأضاف: “لا يمكن أن نصنع تكنولوجيا تستخدم في قتل الأبرياء ثم نلوذ بالصمت. لقد آن الأوان لاتخاذ موقف”.

بدوره، أشاد الصحفي الفلسطيني محمود العمودي، بالشجاعة التي تحلت بها أبو السعد عندما قاطعت كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت مصطفى سليمان، خلال احتفال بمرور نصف قرن على تأسيسها بالعاصمة الأمريكية واشنطن، متهمة الشركة بالمشاركة في إبادة الفلسطينيين.

وعلق العمودي، وهو من قطاع غزة، على المقطع المصور الذي وثق هذه الواقعة قائلا عبر فيسبوك: “أخبروا ابتهال أنها في قلوبنا”.

** إنسانة في عالم متوحش
واستكمالا للإشادات التي تلقتها أبو السعد، وصف الباحث الاقتصادي المغربي هشام بنلامين علوي، عبر فيسبوك، مواطنته بأنها “امرأة مغربية حرة في زمن العبيد وقلة الرجال”.

كما اعتبر الأكاديمي الكويتي خالد العتيبي أن أبو السعد “ضحت بمستقبلها المهني من أجل موقف مشرف”، في إشارة إلى احتمالية فقدانها لوظيفتها بعد الاتهامات العلنية لإدارة مايكروسوفت.

وقال في منشور على منصة إكس إنه “في زمن تصمت فيه كثير من الضمائر داخل كبرى الشركات العالمية، وقفت المهندسة ابتهال كصوت حر وموقف شجاع، لتجسد صورة نادرة من البطولة الأخلاقية في عالم يغلب عليه الصمت أو التواطؤ أو الخنوع”.

وفي السياق، اعتبر الحقوقي المغربي تيسير عبد الله، أن أبو السعد “أفضل بكثير من المشاهير وصناع المحتوى”.

وأشاد بما أقدمت عليه المبرمجة المغربية قائلا على فيسبوك: “ابتهال في قائمة الشرف، لأنها انحازت للأطفال وضحايا غزة”.

وأوضح أن الشابة المغربية “ضحت بعملها عندما تعارض مع القيم الإنسانية التي تؤمن بها”.

كما أشاد الحقوقي المغربي عبد العالي الرامي بمواطنته قائلا إن “الحياة قصيرة جدا وصغيرة، لكن موقف واحد قد يجعلها أكبر مما يتخيل”.

وأضاف على فيسبوك: “شكرا يا ابتهال على كونك إنسانة في عالم وحشي”.

بدوره، اعتبر فراس أبو هلال رئيس تحرير موقع “عربي 21” أن المواجهة بين أبو السعد والمدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت بمثابة “مواجهة عربية – عربية (بين الأشخاص وليس البلدين اللذين ينتميان لهما)”.

وقال في منشور على فيسبوك: “هذه المواجهة بين الكرامة والتضحية بشيء مهم هو الوظيفة لأجل أهل غزة، وبين النأي بالنفس عما يجري لهم”.

ولفت إلى أنه “من الأشياء المستفزة في الفيديو (الذي وثق الواقعة) محاولة المدير الشاب أن يبدو بصورة العقلاني الهادئ مقابل المحتجة الغاضبة، حيث يقول لها: شكرا، فهمت احتجاجك”.

وختم أبو هلال تعليقه: “نسي المسكين (في إشارة للمدير التنفيذي) أن لا حضارة ستستمر طويلا بلا أخلاق، وأن الذكاء الصناعي الذي يستخدم لقتل الأطفال، مصيره إلى الهاوية”.

وقالت أبو السعد في مقطع مصور وثق الواقعة مع سليمان: “أنتم من تجار الحرب، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية”.

وكشفت أن مايكروسوفت “تزود إسرائيل ببرمجيات الذكاء الاصطناعي، التي توظفها في العدوان على الفلسطينيين”.

وردا على هذه الاتهامات قال سليمان: “سمعت احتجاجك، شكرا لك”، ليتم إبعاد المبرمجة المغربية عن مكان الحفل، حسبما أظهر المقطع المصور.

وكثفت إسرائيل منذ أيام عملياتها البرية وهجماتها الجوية ضد مختلف مناطق قطاع غزة، بعدما انتهكت بشكل كامل اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتصعيد الإبادة الجماعية هناك وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

Leave a Reply