بقلم: عبد الكريم محمد
كبتلة ياسمين رطبة.. فاحت على الأيام عطراً.. لتحوّل مساءات الحالمين سهراً.. كفراشة شدها الوجد بعد الرحيل.. لتلك الزاوية المزدحمة حبقاً.. وقد غزتها النعناعة بغتة.. لتحمل سر الوجود المعطر، المبلول براحة تراب ذاك المكان..
فاحت لتحوّل المصاطب من على جنبات الجدران الطينية، آرائكاً من الجنة.. تعج بأحاديث العذارى عن عاشقة أخذتها الريح.. لتصنعها أسطورة أو قبلة للعاشقين.. كأيقونة ملائكية..
ما أن ينتهي الجمع من صلاة العشاء والصلاة على ابن عبد الله.. حتى يحل ذاك الإطراء المغمس بطهر اللحظات.. وصلابة تلك الأيقونة القرمزية.. ليبدأ فتيل القنديل يتراقص مع نسيمات الخجل العذري.. وكأنها لحظات من فرح..
جميلة هي اللحظات.. عندما تنتظر الفرح القادم من على رؤوس التلال، التي أضحت مع الأيام أوابداً.. لتعلن مشافهة عن عمق المشاعر ويفاعة الحلم الساكن فينا..
لحظتها خرجت العاشقة عن الرتابة.. لتنادي بأعلى الصوت.. دونما مقدمات.. هدى الياسمين على الربوع ففاحت عطراً.. يا لتلك اللحظات.. أحلام مزدحمة في الرؤوس.. فضحتها استراق النظرات.. ودفء القلوب وصغر الجلسات الممهورة بترانيمها الصوفية.. رغم اتساع المسافات.