Opinions

غزة تؤكد.. الإيمان قضية نسبية لأنكم كغثاء السيل

بقلم: إياد مصطفى

اليوم مثل كل التاريخ الموغل بالقدم، كنتم ولا تزالون كثر كغثاء السيل.. هذا كان سؤالاً في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم: عن أبي عبد السلام، عن ثوبان، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها».

 فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن».

 فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا، وكراهية الموت».


اليوم ليس مهماً أن تكون قشة في كومة قش عفنة، قد يسميها بعضهم أمة الإسلام، بل ليس مهماً أن تكون من العرب العاربة أو المستعربة.. فلم يعد لكم مكاناً بين بقايا الأمم.. هكذا انتهت الأقوام من قبل، واليوم نشهد نهاية من يدعون الإسلام..

حتى كلمة أو صيحة وامعتصماه هي كذبة كبرى ليس لها ما يحققها أو يؤكدها واقعاً، فالدياثة كانت وما تزال ساكنة بين ظهراني دواويث الأمم وما تزال تتناسل كابراً عن كابر.. اليوم يحق لكل عابر على هذه الديار، أن يرى بدماء أطفال غزة كاشفاً لعوراتكم..

 وعلينا أن نستسلم لمقولة أن الكلاب الضالة من حقها أن تجعل من الجيف ولائماً.. وأن هذا الحديث ينطبق على كل ما يقع من تسلط الكفار على من يدعون لأنفسهم من أهل الإسلام، وأنه ليس خاصًّا بزمن معين؛ وما جاء في كتاب القيامة الصغرى للأشقر.

هذا الحيف والظلم والقهر، يعشه الفلسطينيون كل ثلاث أو أربع سنوات، وأنتم تتنادون كذباً لغوثهم، بل أنتم وقياداتكم وزعرانكم تتأمرون عليهم، لتعيدوا التاريخ القذر بكل ما يحمل من خزي وقذارة.. 

وقد وقع هذا عبر التاريخ أكثر من مرة، عندما تداعت الأمم الصليبية إلى غزوة هذه الأمة، ومرة أخرى عند اجتياح التتار العالم الإسلامي، ولكن هذه النبوءة تحققت في القرن الأخير بصورة أوضح؛ فقد اتفق كل أشرار الأرض معكم على هدم الخلافة الإسلامية، ثم جزؤوا الديار التي كانت تحكمها، وتقاسموا ديار المسلمين فيما بينهم، وأعطوا فلسطين لليهود، وأصبح المسلمون أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام..

 ولا تزال قوى الشرّ إلى اليوم متداعية لتدمير بقايا الأمة، توطئة لامتصاص خيراتها، ونهب ثرواتها، وإذلال رجالها وامتهان نسائها.. ولتبق الأمة الإسلامية خانعة ذليلة، لم تغن عنها كثرتها.. ولتتذكروا المقولة التربوية الخالدة ” كما تكونوا يولى عليكم”.