توقعت بعض وسائل الإعلام الدولية أن تندلع معركة شرسة في القسم الجنوبي من قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة، وأن يكون القتال في المرحلة المقبلة أسوأ مما كان قبلها.
بوابة “economist.com” أشارت إلى أن الهدنة النادرة التي جاءت بعد أسابيع من العذاب في قطاع غزة، قصيرة وستنتهي على أي حال بعد تمديدها، لافتة في نفس الوقت إلى أن حماس لديها مصلحة واضحة لأن هدنة أطول ستمنح قيادتها وقتا لإعادة تجميع صفوفها والاستعداد لمهاجمة القوات الإسرائيلية المتمركزة في شمال غزة وللدفاع عن الجنوب من غزو إسرائيلي كبير.
لكن الصحيفة الإلكترونية ترى أن موضع الأسرى المرشحين للتبادل في هذه المرحلة سينتهي، “ومن المرجح أن يبقى كل من الجنود والمدنيين الإسرائيليين في الأسر على أمل غير متوقع في إبرام صفقة أكبر تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين”.
وحين تصل الهدنة إلى نهايتها الحتمية، ترى الصحيفة الاقتصادية أن إسرائيل ستستأنف حربها ضد “حماس” في غزة، مستذكرة في هذا السياق تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير الذي قال فيه: ” لدينا ثلاثة أهداف في هذه الحرب: القضاء على حماس، وعودة جميع رهائننا وضمان ألا تصبح غزة تهديدا لدولة إسرائيل مرة أخرى”، مشددا على أن تل ابيب ستستمر حتى النهاية ولن يوقفها شيء!
هذه الصحيفة توقعت أن تواصل القوات الإسرائيلية في جولة القتال المقبلة “تمشيط الأنقاض في شمال غزة بحثا عن مداخل الأنفاق وقاذفات الصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية”، لافتة كذلك إلى أن القوات الإسرائيلية “لم تدخل بعد إلى عدة أقسام من المنطقة، بما في ذلك حي الشجاعية، شرق مدينة غزة”.
المصدر ذاته يعتقد أن المسؤولين الإسرائيليين يواجهون مشكلة في طريقة التعامل مع جنوب غزة، وذلك لأنهم لا يستطيعون إرسال وحدات مدرعة للسيطرة على هذه المنطقة، كما في الشمال، “لأنها مكتظة بالسكان وبالمدنيين النازحين من الشمال”.
الصحيفة تصل إلى استنتاج مفاده أن القتال في جنوب غزة محفوف بالمخاطر، وستكون له نتائج مروعة على المدنيين، كما أن القتال هناك أيضا “من دون مركبات مدرعة ثقيلة سيكون أكثر خطورة على القوات الإسرائيلية”.
وفي معرض تقييمها لقوة حماس، رأت الصحيفة أن حماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام وأنها ستقاتل بلا شك بقوة أكبر في الجنوب، وستقوم بما يتوجب بالنسبة للمعركة الأخيرة.
صحيفة إلكترونية أخرى هي “postnews” تستعرض السيناريوهات المحتملة لما بعد الهدنة، مرجحة أن يستأنف القتال بقوة متجددة، وأن يكون احتلال غزة بمثابة سبيل وحيد لإنقاذ مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسية الذي انخفضت شعبيته إلى أقل من 30 بالمئة بسبب هجوم “طوفان الأقصى”، معززة هذا الرأي بالقول: “ربما هذا هو السبب في أن حكومته تعتبر (الالتزامات الأمنية غير المحددة) أولوية وترفض بشدة أي بدائل”.
أما على المدى الطويل، فيرى نفس المصدر أن مثل هذه الخطوة تحمل “العديد من المخاطر على إسرائيل. وقد تزيد من تطرف سكان غزة وتشجيعهم على الانخراط في حرب عصابات دموية. وسوف تلتهم الموارد العسكرية للجيش الإسرائيلي وتدعم المشاعر المعادية لإسرائيل في العالم العربي، وتدفع (تل أبيب) تدريجيا إلى العزلة السياسية”.
المصدر: وكالات