وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اللوم على “الصعوبات التي يواجهها الجنود في ساحات القتال الحضرية “المعقدة” في قطاع غزة”، في مقتل 3 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة برصاص جنوده.
وأشار في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وعضو المجلس الوزاري الحربي، بيني غانتس، مساء أمس السبت، إلى “تعقيد منطقة الحرب في منطقة الشجاعية في مدينة غزة”، واصفًا مقاتلي حركة “حماس” الفلسطينية بأنهم “في كل منزل وفي كل زقاق”، والتهديد المستمر للأفخاخ المتفجرة والكمائن المحتملة، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وشدد للصحفيين، قائلاً: “عليكم أن تفهموا الظروف والبيئة التي يعمل فيها جنودنا”، واصفًا منطقة الشجاعية بأنها “مكان يمكن أن يتم تفخيخ الألعاب فيه، والقوات الإسرائيلية تتعرض لتهديد مستمر بالكمائن”.
وتابع موضحًا: “أحيانًا يتم تشغيل الأشرطة مع أصوات بكاء طفل، من أجل [استدراج] الجنود إلى الشقق ومن ثم تفجير العبوات، هذه أحداث وقعت وما زالت تحدث”، واصفًا حادث مقتل الثلاثة المحتجزين بالخطأ بأنه من بين “أكثر الأحداث مأساوية التي عرفها على الإطلاق”.
وأقر التحقيق الأولي الذي نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة “هآرتس”، بعدما أفرجت عنه الرقابة العسكرية، بأن المحتجزين الثلاثة الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، قتلوا خلافًا لتعليمات إطلاق النار.
وبحسب التحقيق، خرج الأسرى الثلاثة على أقدامهم من أحد المباني في حي الشجاعية الذي يشهد معارك ضارية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وخرج الإسرائيليون الثلاثة دون قمصان، وهم يحملون عصا عليها شريط كبير من القماش الأبيض (راية بيضاء)، واتجهوا إلى قوة إسرائيلية بالجوار وهم يصرخون بالعبرية “النجدة”.
لكن قناصا إسرائيليا مزودًا بمنظار يكبر الشخص إلى 4 أضعاف، أطلق النار تجاههم ظنا أن الحديث يدور عن كمين نصبته لهم “حماس”.
وقتل القناص إسرائيليين اثنين، فيما تمكن الثالث من الفرار والاحتماء في مبنى مجاور، وهو يصرخ أيضا بالعبرية “أنقذوني”.
وقامت قوة إسرائيلية بتطويق المبنى، وطالب قائدها الإسرائيلي المتحصن داخله بالخروج، وعندما ظهر، أطلق جندي إسرائيلي النار عليه من مسافة قريبة فأرداه قتيلا على الفور.
وأول أمس الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان نشره عبر حسابه على منصة “إكس”: “في أثناء القتال في الشجاعية، حددت قوة من الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدًا. وعلى الفور أطلقت القوة النار باتجاههم، ما أدى إلى مقتلهم”.
وأضاف: “وفي أثناء مسح ومعاينة منطقة الحادث، ثارت شبهة حول هوية القتلى. وتم نقل الجثث للفحص في الأراضي الإسرائيلية، وبعدها تبين أنهم ثلاثة مختطفين إسرائيليين”.
وأوضح أنه تم التعرف على القتلى وهم، يوتام حاييم، وسامر طلالقة، اللذان اختطفتهما حركة حماس من مستوطنة “كفار عزة” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فيما قال الجيش الإسرائيلي إن عائلة الإسرائيلي الثالث طلبت عدم ذكر اسمه.
ومنذ 27 أكتوبر الماضي، يخوض الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة النطاق في غزة، يواجه خلالها مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية كبدته مئات القتلى والجرحى.