بقلم: عبد الكريم محمد
على السندان الصدئ وبهمة الكور العفن، يكسر الصمت ليحدث ضجيجاً من آهات ألم، كنا قد سمعنا عنه في بلاد العم سام.. كان رجالات المسرحية الدامية يتلطون خلف الأيدولوجيات باعتبارها تضفي على عبث المشهد، شرعية سريالية قد يجد فيها البعض خروجاً عن المألوف الممل شيئاً ما.
المهم كُسر الصمت وأخذ معه الفازة الجميلة، التي كان المصور الماهر ذات يوم، يلتقط لها آلاف الصور ليوزعها كيفما اتفق، أو قل كيفما طاب له الهوى.. لتسقط الرتابة في فخ المؤامرة المنصوبة على الدوام، والتي لم تتوقف عن فعلتها الشنيعة حتى في زمن الأنبياء، لتعيث بالعقول النيرة موتاً، كما الريح الأصفر، الذي يحلو له اقتحام الخاصة، ليترك العامة والدهماء في غيهم يعمهون، أو إذا شئت يتلذذون.
اليوم يعاد المشهد مع اختلاف بعض الشعارات الرنانة والبراقة، بطبيعة الحال مع الاختلاف أو الفارق بين أدوات القتل بالأمس، وما يمتلكه الحالمون القتلة هذه الأيام.. بالأمس كان الحصان يصل ساح الوغى قبل العربات الرومانية بثلاثة أيام ونيف، ليقال أن القلة انتصرت على الكثرة، أما اليوم هؤلاء القتلة لا يحتاجون إلا لأكوام من فولاذ جارح، يُحمل بمحركات فرط صوتية، من شأنها أن تعيث بالسؤدد والسكينة لتلقي بها في مهاوي الردى..
كل هذا ليس من أجل الدين والعرق كما يدعون، لأن أبي لهب وامرأته حمالة الحطب هما عم النبي محمد وزوجة عمه، وبوتن يصلب أبناء جلدته ديناً وعرقاً، وكأنه اليوم يريد أن يتجاوز صلب المسيح، ليصبح مسيحاً دجالاً.. اليوم الكنيسة الأرثوذكسية تضع الأرثوذكس على الصليب، ليقابله صليب لا يؤمن إلا بالقتل والخراب، ويبشر بضرورة تعظيم المظالم توطئة لجلب إبن الله يسوع من الأعالي ليبني على الأرض السعادة والعدل الألفي والسلام..
كل ذلك ليس مهماً مطلقاً، المهم كل شيء في خدمة القط الأسود صاحب الظفائر، الذي جعل من الله الواحد الأحد خازناً لأموال سحته ورباه، ومن العرش مكتباً عقارياً ليعطيه الأرض وما عليها وما في داخلها، حتى يبني أمجاده، وعندما يموت يفاجئ الورثة بكنوز من الذهب والفضة.. قد جمعت بفعل الدسيسة وتوفيق صاحب المكتب في السماء.
المهم ساعة الحقيقة قد أزفت، والكذبة الكبرى أصبحت عارية بلا ستر، بعد أن سقطت ورقة التوت، والذكورية قد خنثت بفعل الفاحشة مع من هم ليسوا بمثلهم، القادم سيجعل من هؤلاء مثلاً، لنعيد الكرة بالقول مرة أخرى، وتلك الأمثال نضربها للناس.