Literature

عندما تصبح رائحة التراب الندي عطراً

بقلم: أ. حسن فياض

إتها المشاهد والصور وبقايا ما خبئته الذاكرة المتقدة حباً للحب، وسيل من الذكريات تتوالى، وكأني بها مفردة تغالب النسيان ليحل الحنين فرحاً.. على جنبات ذاك الوجع.

وكأني ذاك الفارس الذي كان ذات يوم يتغزل في تفاصيل فرسه.. تراني أعيشه غزله في التعاليل والاعراس القديمة أيام وليالي الصيف.. كنّا نضع براميل حديد مملوءة بالماء وسط حلقة الدبكة.

مع إيقاع حركة الأقدام ارتفاعها وخبطها بالأرض يهيج الغبار ويرتفع، ولتسكينه كنّا نعمد إلى غرف الماء من تلك البراميل بوعاء صغير، تخليل أصابع كف اليد ومن ثم بخبخته على كامل ساحة الدبكة.

وكذلك كنّا نتعمد بخبخة الماء أمام وحول مصاطب وعتبات البيوت لتلطيف حرارة الجو ويحلو السمر .

وبقليل من البخبخة على ربطات الملوخية النعناع، البقدونس، الفجل يحاول باعة الخضار ارواء ظمئها وانعاش ذبولها لتفرفح ارواحها قليلا من الوقت.. في مولات ودكاكين السّاسة الفلسطينيين أصبح جل البضاعة المعروضة على البسطات ذابلة وكاسدة احرقتها الشموس لا أمل بانعاش ذبولها ولن تجدي معها البخبخة نفعاً.

المطلوب بضاعة سياسية مقطوفة للتو تازة بتوجيهة نظيفة.

نوع الخشب و السحاحير مهم أيضآ!