International

سيناتور أمريكي سابق: بايدن في موقف حرج بعد تحول الرأي العالمي إلى مناهضة الحصار الإسرائيلي لغزة

صرّح السيناتور الأمريكي السابق عن ولاية فرجينيا ريتشارد بلاك، بأن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بات في موقف حرج مع تحول الموقف العالمي إلى مناهضة الحرب الإسرائيلية على غزة وحصارها.

وقال إن “غزة محاصرة تماما، دون طعام أو ماء أو كهرباء أو اتصالات أو إمدادات طبية. يتساءل بعض من المراقبين إلى متى يمكن أن تستمر الأعمال الانتقامية الإسرائيلية لتصبح غاشمة في نظر قانون الحرب؟”.

وتابع بلاك: “الأهم من ذلك هو أن الرأي العام العالمي يتحول ضد الحصار الإسرائيلي لغزة، الذي أدى بالفعل إلى سقوط قتلى من العرب يتجاوز عددهم ضعف من سقطوا من الإسرائيليين، وهو ما وضع بايدن في موقف حرج”.

ومضى بلاك بالقول، إن “بايدن يواجه الآن صراعا حادا بين اثنتين من أهم كتل الحزب الديمقراطي، وهما المسلمون واليهود”، مشيرا إلى أن “الانقسام الصارخ بينهما يمثل تحديا سياسيا شاقا بالنسبة للرئيس الأمريكي”.

وأضاف السيناتور الأمريكي السابق: “لقد أعرب بايدن عن دعمه الثابت لإسرائيل، حيث وعد بتقديم مساعدات عسكرية جديدة ضخمة، كما روج لتواجد الأسطول البحري الأمريكي قبالة سواحل غزة، لمنع أطراف أخرى من التدخل في الحرب إلى جانب “حماس”، وقد أثار خطاب الرئيس العاطفي التعاطف مع القتلى الإسرائيليين، لكنه في الوقت ذاته، دفع إسرائيل للاعتراف أيضا بأن معظم ضحايا الفلسطينيين أبرياء”.

وأضاف بلاك أن “بايدن، رغم ذلك، قال إنه سيقدم لغزة مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار، وإن الولايات المتحدة ترتب لعبور إمدادات الإغاثة من مصر إلى قطاع غزة”.

ويرى بلاك أنه “من أجل إرضاء المانحين اليهود الرئيسيين، يجب على بايدن السماح لإسرائيل بشن حملة حصار على غزة غير مقيدة لأطول فترة ممكنة، إلا أن الحصار سيؤدي بلا شك إلى المجاعة والموت عطشا والمجازر بالقصف الجوي لآلاف الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين”.

ونوّه بلاك بأنه “بينما يحتدم الحصار، يجب على بايدن إبداء تعاطف مع الفلسطينيين الأبرياء من أجل تهدئة الغضب المتزايد الواضح في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين، التي تندلع في جميع أنحاء العالم”.

وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية المتزايدة لإسرائيل، يعتقد بلاك أن “دعاة الحرب يأملون في أن يؤدي هذا الصراع إلى حرب جديدة واسعة النطاق في الشرق الأوسط”.

وأوضح بلاك أنه بسبب من وصفهم بـ”دعاة الحرب”، عانت الولايات المتحدة الأمريكية من سلسلة مشاريع فاشلة، بما في ذلك الحروب المدمرة في العراق وأفغانستان، وأضاف: “لقد أضرت عقود من الصراعات غير المبررة بسمعة أمريكا العالمية، وإلى جانب الحرب الفاشلة في أوكرانيا، أدت خطط المحافظين الجدد إلى إضعاف موقف الولايات المتحدة الأمريكية الأخلاقي وهزت مواردها المالية”.

وبحسب بلاك، أن “هجوم “حماس” الأخير منح هؤلاء المحافظين الجدد فرصة لتلميع هيبتهم الملطخة”، مشيرا إلى أنهم “يأملون في توسيع الحرب لتشمل إيران ولبنان وسوريا، على الرغم من المعلومات الاستخبارية الموثوقة التي تفيد بأن أيا منهم لم يكن متورطا في هجوم “حماس”، حيث كشفت المخابرات الأمريكية أن الإسرائيلين أُخذوا بعنصر المفاجأة”.