قال علماء من سويسرا إنهم تمكنوا من التواصل مع رجل مصاب بالشلل التام، عن طريق استخدام عملية غرس في دماغه، زاعمين أن الإجراء هو الأول طبيا.
وتمكن المريض البالغ من العمر 36 عاما بعد العملية أن يتحدث من خلال قوة الفكر، بعد أن ظل غير قادر على التواصل لعدة شهور، وكان عاجز على تحريك عينيه، وفقا للدراسة المنشورة في مجلة “Nature”.
وفي أول كلمات نطق بها بعد العملية، طلب المريض شرب البيرة، وكذلك الاستماع إلى الفرقة الموسيقية “تول” بصوت عال، وطلب من والدته الحصول على تدليك لرأسه، وتناول طبق كاري.
وتم زرع في دماغ المريض جراحيا صفيفان من الأقطاب الكهربائية المربعة في مارس/ آذار 2019، من أجل تسهيل التواصل معه، بعد أن تُرك في حالة منغلقة، نتيجة إصابته بمرض التصلب الجانبي الضموري.
ووافق المريض على الخضوع لذلك الإجراء الجراحي، من خلال تعاونه مع الباحثين في مركز ويس للهندسة الحيوية والعصبية في جنيف في سويسرا، وقتما كان لا يزال لديه القدرة على استخدام حركة العين للتواصل في عام 2018.
واستغرق الأمر ثلاثة أشهر من المحاولات الفاشلة، قبل أن يتم تحقيق التكوين الذي يسمح للمريض باستخدام إشارات الدماغ لإنتاج استجابة ثنائية لبرنامج تهجئة، والإجابة بـ”نعم” أو “لا” عند تقديمه بأحرف.
واستغرق الأمر ثلاثة أسابيع أخرى لإنتاج الجمل الأولى للمريض، لكن في خلال العام التالي أصدر عشرات الجمل.
وكانت إحدى أولى اتصالات المريض تتعلق بحصوله على رعاية، إذ طلب إبقاء رأسه في وضع مرتفع ومستقيم عندما يكون هناك زوار في الغرفة، كما أنه طلب إدخال أنواع مختلفة من الطعام له من خلال أنابيبه، بما في ذلك حساء الجولاش وحساء البازلاء الحلو.
كما كان المريض قادرا على التفاعل مع زوجته ونجله البالغ من العمر 4 سنوات، وقال إنه “يحب ابنه الرائع”.
وأكد الدكتور جوناس زيمرمان، كبير علماء الأعصاب في مركز ويس في جنيف: “إن دراسته هي الأولى التي تحقق التواصل من قبل شخص ليس لديه حركة تطوعية متبقية”.
وتابع: “تجيب هذه الدراسة عن سؤال طويل الأمد، حول ما إذا كان الأشخاص المصابون بمتلازمة الانغلاق التام الذين فقدوا كل تحكم إرادي في العضلات، بما في ذلك حركة العين أو الفم، يفقدون أيضا قدرة أدمغتهم على إصدار أوامر للتواصل”.
بينما أكد كبير مسؤولي التكنولوجيا في مركز ويس، جورج كوفاس: “هذه خطوة مهمة للأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب الجانبي الضموري والذين يتلقون الرعاية خارج بيئة المستشفى”.
وقال العلماء الذين يقفون وراء تقنية واجهة الدماغ والحاسوب للحصول على تمويل لتوفير عمليات غرس في الدماغ مماثلة لأشخاص آخرين مصابين بمرض التصلب الجانبي الضموري، والتي ستكلف ما يقرب من 500 ألف دولار.