Arabic Social issues

سورية ساحة لمجازر النظام المجرم.. والتضامن نموذجاً

بقلم: د. أحمد خليل حمادي
مجزرة حي التضامن الدمشقي من خلال التدقيق بالفيديو نرى فيه جريمة متكاملة الأركان والعناصر الجرمية.. فما حدث ليس عارضا، بل حدث ممنهج مخطط له بكل سفالة و لؤم و إجرام ووحشية وأعدت الحفرة مسبقا كمسرح للجريمة، التي يندى لها جبين الانسانية..

حيث حفرت الحفرة وأعدت بالباقر لتقطع الزقاق الضيق وعرضها بعرضه و بطول حوالي سبعة أمتار، و نشاهد التحضير للجريمة بكل مراحلها، حيث تم جلب سيارة دواليب سيارات مستعملة من خارج المنطقة مما يعني بأن التصميم التنفيذي والأخراجي للجريمة استغرق تحضيرا و وقتا ليس بالقصير الأني كما حدث ويحدث أثناء تنفيذ الإعدامات الميدانية أثناء الاقتحامات وعلى الحواجز.

وبعد جلب الدواليب قسمت لقسمين، قسم فرش و غطي بها قاع الحفرة ، و قسم ترك حتى الانتهاء من تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية ل ٤١ إنسان سلبت إرادتهم بالاعتقال و طمشت عيونهم و قيدت أيديهم، ليقادوا واحدا تلو الآخر للحفرة المحرقة/ التي ستتحول لجزء من جهنم و العياذ بالله، وأثناء تنفيذ الجريمة تتعالى الضحكات والشتائم وتوجيه التحيات للمعلم المجرم المنفذ و المشرف عليها، و..

و يساق الضحايا إلى حيث يجهلون و لكن المنفذ الوحشي يعرف إلى أين، فيساق الضحية وعلى بعد خطوات لا تتجاوز الأربعة يوهم الضحية بالنجاة من رصاص قناص، فيتقدم مسرعا ليهوي في الحفرة بينما تستقر طلقات نارية في جسده، وما أن يسقط في الحفرة تبدأ حركاته اللاإرادية ليلفظ أنفاسه الأخيرة.

و تستمر المشاهد الدامية الوحشية حتى آخر رجل مساق للموت، حيث ينطق أحد المجرمين متسائلا : في غيرو؟

أي هل بقي غير هؤلاء الذين قتلناهم شر قتله ؟ مما يعني بأن العدد معروف و معروف من المستهدف بالقتل، فلو كان الأمر غير مخطط له و غير منظم وعفوي لما طرح السؤال : في غيرو ، حيث ستكون الاعداد غير معروفة و قابلة لجلب أشخاص جدد لقتلهم.

وبعد الانتهاء من الجريمة المنظمة و المخططة بكل دقة جريمة القتل تبعها عدة خطوات لمحي آثار الجريمة، حيث رشت الجثث و الدواليب الملقاة في قاع الحفرة بالبانزين و أشعلت النار وبعد الاشتعال ألقيت الدفعة الثانية من الدواليب المنتظرة لتقوم بدورها ، لتأكل النار كل أثر للجثث، وبعد أن فعلت النار فعلها و خمدت ردمت الحفرة بالتراب.

وربما بل من المؤكد تزفيتها ليكون الزقاق سالكا، و بذلك نفذت جريمة إبادة جماعية بشعة طمست معالمها و آثارها و أزيل أي أثر مادي يدل عليها و لم يبق سوى الفيديو الذي ظهر صدفة و الذي ربما يستدل عن طريقه لاحقا عن الحفرة لمعرفة بعضا مما جرى.

و لقد شهدت الساحة السورية آلاف المذابح و الجرائم و المجازر على امتداد أكثر من عشر سنوات و لا يخلو يوم من الأيام من عدة مجازر و مذابح أرتكبت بحق الشعب السوري، الذي طالب بالحرية والكرامة و ربما تكون مذبحة شارع التضامن الدمشقي على الرغم من وحشيتها الأقل وحشية.
فالفيديو الذي أنتشر جعلنا نرى جزء من المأساة و الكارثة التي حلت و أصابت الشعب السوري في ظل النظام الطائفي القاتل المجرم و لكن المخفي أعظم ففي كل مدينة مقابر جماعية وبكل بئر مئات الجثث و لن نبالغ أإذا ما قلنا بأن سورية تحول جزء كبير منها لمقبرة مفتوحة فاغرة فاها لتبتلع أي نبض للحياة في ظل نظام طائفي قاتل مجرم أمتهن الموت و القتل و الإجرام و الوحشية طيلة سنوات سيطرته على الحكم ليحكم بالحديد و الدماء و النيران .

لذا فكل هذه الجرائم و المجازر و المذابح التي سمعنا بها و لم نسمع و أمتدت و عمت على رقعة دويلة المزرعة هي نتاج النظام الطائفي القاتل المجرم و العصابة الحاكمة ، لن تزول آثارها إلا بتكنيس سورية من كل هذه الحثالات و إقامة دولة الوطن و المواطن و القانون.