Arabic Social issues

سوريا… نزوح جماعي وخسائر بشرية بالأرواح جراء قصف ناري متبادل بين التنظيمات الكردية والتركمانية

بدأت حرب القوميات على أرض الغير، فقد ازدادت وتيرة القصف المتبادل والعنيف بين الفصائل الكردية الموالية للجيش الأمريكي من طرف، والفصائل”التركمانية” الموالية للجيش التركي في ريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي من طرف آخر، مما ألحق أضرارا كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة وتهجير مئات الأسر من منازلها.

وأفادت مصادرنا الخاصة في محافظة الحسكة، بأنه تجدّدت الاشتباكات والقصف المتبادل على محاور ريفي تل تمر وأبو راسين (زركان) شمالي غربي الحسكة، بالتزامن مع قصفٍ بري مكثف نفّذته القوات التركية والفصائل التابعة لها، على مواقع  تنظيم “قسد” في قرى تل الورد ونويحات وخربة شعير وربيعات والعبوش وباب الخير وخضراوي وأم الكيف والكوزلية وتل اللبن، مع وقوع أضرار كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة.

وأشارت مصادر محلية إلى إصابة شابٍ وسيدة بجروحٍ جراء قصف الفصائل “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي الذي استهدف قرية الدردارة ومحيطها في ريف تل تمر، فيما ردّت قوات تنظيم “قسد” بالقصف المدفعي على مواقع الفصائل الخاضعة لتركيا.

وأضافت المصادر بتجوال أربع عربات للشرطة العسكرية الروسية في ريف الدرباسية الغربي وصولاً إلى قرية كسرى، المتخامة لقرى بلدة أبو راسين، وذلك لمراقبة الأوضاع الميدانية والخروقات العسكرية بين الفصائل المسلحة بالتزامن مع تحليق مروحيتين روسيتين في أجواء المنطقة.

يَذكر بأنّ بلدة زركان (أبو راسين) والقرى المتاخمة لها تعرّضت لخسائر مادية كبيرة، وفقد مدنيين حياتهم جراء قصف الفصائل “التركمانية” الخاضعة للجيش التركي للمناطق السكنية المؤهلة. وقد أحدث هذا الصراع، نزوح جماعي بين السكان، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية لم تكن متوقعة.

وبينت المصادر أن “القصف العنيف والتحركات العسكرية وعمليات التسلل التي كان يقوم بها  مسلحي تنظيم “قسد”، سبقها وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للفصائل “الكردية” و”التركمانية” تنطوي على أسلحة ثقيلة ومدافع ميدان وعتاد عسكري، مع عدد كبير من المسلحين، ما ينذر بقيام الجيش التركي بعملية عسكرية هدفها السيطرة على مواقع “قسد” في بلدة أبوراسين الاستراتيجية”.

ومن الجدير ذكره، أن مصادر محلية من داخل بلدة أبو راسين بريف محافظة الحسكة، كانت قد اتهمت مسلحي تنظيم “قسد” بافتعال التصعيد العسكري من خلال قيامها بقصف المواقع التركية والفصائل “التركمانية” في قرى التماس الممتدة من الجهة الشمالية إلى الجنوبية وصولاً إلى الطريق الرابط بين بلدتي أبو راسين وتل تمر، وهي قرى (باب الفرج – أم عشبية – باب الخير- الداودية- عنيق الهوى- خربة جمو- المناخ)، والتي تضم جميعها نقاط وقواعد عسكرية للجيش التركي، وتنسق عملياتها مع القاعدة الروسية في بلدة تل تمر، وفق تفاهمات (سوتشي) التي عقدت نهاية عام 2019.

وتابعت المصادر أن تمركز الفصائل الكردية من مسلحي تنظيم “قسد”، في قرى (الأسدية وخضراوي ونويحات وأم حرملة وداد عبدال وابوراسين وربيعات وتل الورد وباب الخير الحجاج والعبوش وقبر صغير والدرادارة)، والتي هي أيضاً تمتد من الجهة الشمالية إلى الجنوبية ويفصلها مسافة واحد كيلو متر فقط عن القرى التي يتمركز فيها الجيش التركي، تقوم باستفزازات وعمليات تسلل وقصف متكرر، هدفه إجبار السكان المدنيين على النزوح من قراهم وبلداتهم لتسهل حركتهم ضمنها عبر الأنفاق والخنادق المحفورة من طرفها، إضافة لإفشال المساعي الهادفة لتثبيت الاستقرار والأمن في المناطق المذكورة.

يذكر أن وزارة الدفاع التركية تعلن بين الحين والآخر عن تحييدها عددا من مسلحي تنظيم “قسد” بعد عمليات تسلل يقومون بها باتجاه مواقع وقواعد الجيش التركي والفصائل “التركمانية” في قرى التماس بريفي تل تمر وأبو راسين، كان آخرها تحييد 14 مسلحاً منهم مع مقتل عدد من مسلحي الفصائل”التركمانية” خلال هذه العمليات.