Opinions

سأل الحمادي.. ما الذي كان سينتجه عظماء الأمة.. لو كان حالهم كحال المواطن السوري؟!!

بقلم: د. أحمد خليل حمادي
نعم لقد صدق تلفزيون النظام القاتل المجرم بما طرحه، بأن كل العظماء الذين نفتخر بهم عاشوا وابدعوا في مختلف مجالات العلوم و الآداب و الفنون بدون كهرباء.. وأنها كانت غير مكتشفة بعد، أصلاً..

الغريب بالأمر، أنه نسي أن يذكر بأنهم لم يكونوا يضيعون أوقاتهم ويستهلكونها على طوابير البطاقة الذكية..

لكن السؤال الأهم، ما الذي كان سينتجه زرياب لو أتيحت فرصة الانتظار في طابور الكازية؟!! غير موسيقى السخط وعدم الرضا من هذا الواقع المأساوي.. ولاستبدل سيارته بفرس او حمار يقضي عليه أعماله، قبل أن يذهب إلى قصر الشعب المزعوم، ليعزف مقطوعة بعنوان : اتشحشطنا و تمرمطنا بزمن حكمك هبولة.

و كذلك حال المتنبي، سيذهب بعد تضييع وقته على طابور المؤسسة لاستلام مخصصاته من البطاقة الذكية ليبدع قصيدة مشلخة فيها :
وقفنا على الطابور و ضيعنا عمرنا
من اجل كرسي الأهبل هجرنا شعبنا
أما أبا تمام فسيغرد :
سيلعن حظه العاثر.. بغياب الكمبيوتر والنت.

أما ابن سينا و ابن النفيس و غيرهم من الأطباء المشهورين حدث ولا حرج.. فهل سيبدع كل منهم أكثر ويطور ويضيف الجديد في علمه و نظرياته الطبية، إذا ما توفر له هذا الكم الكبير من الجثث التي خلفها النظام الطائفي القاتل المجرم؟!!

لكن ما يمكننا الحسم فيه، أن أولئك العظماء لن يفكروا بتجارة الأعضاء، كما فعل ويفعل زبانية النظام ممن يسمون بالأطباء زوراً وبهتانا.. ولن يبرعوا هكذا نوع من التجارات الجهنمية ليقومون بتصديرها لإيران و روسيا و العراق و لبنان و الهند و…. غيرها.

لكن وبكل الصراحة بالقول، لا يمكننا معرفة ما سيبدعه الفلاسفة مثل أبن خلدون و ابن رشد، وما يمكننا الحسم فيه هو، أن “عباس بن فرناس” سيعلن ندمه و اعتذاره للسوريين كونه فكر يوماً بالطيران.. وحاول الطيران على وقع القصف العشوائي للمدنيين و البراميل التي حولتهم إلى أشلاء ونتف ودمرت منازلهم .

و نعود لنرى أبو تمام صاحب تسعون ألفا كأساد الشرى سيغرد قائلا :
قصفونا بني صهيون ودمروا مرافينا
احتفظنا بحق الرد و بعدنا ما ردينا

أما الامام علي بن أبي طالب بعد ان يرى الجوع و العوز و الفقر و التعثير و عدم تلبية الإحتياجات الإنسانية الأساسية لحياة المواطن السوري سيعدل مقولته عن الفقر و بأنه لو كان الفقر رجلا لقتلته، لتصبح “لو كان فقر رجلا لاجتثثته و بمن كان سببه له”.