Opinions

سألني بلغته : هل العقوبات التي يفرضها الغرب بتحبل ، أي تجدي ؟

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
عزيزي : العقوبات ذات نفس طويل و في الغالب لاتجدي على مجرى الصراعات العسكرية المباشرة و تقهقر الدول و تحطمها، بل تدخل في ميدان الصراع الاقتصادي والسياسي والتكنولوجي والإعلامي والنفسي والدعائي بمعنى القيام بالواجب وغيرها ، لذا قد تؤدي إلى إضعاف المفروضة عليه و تخلق لديه أزمات لكنها لا تسقطه..

فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كان الغرب يفرض العقوبات على الاتحاد السوفياتي ولم تجد، ومنذ الستينات فرض الغرب الحصار على كوبا و مازال نظامها مستمرا حتى تاريخه.. و كذلك حال كوريا الشمالية، و أيضا حال الصين الشعبية التي فرضت بنفسها الإنغلاق على نفسها بما اسمته الثورة الثقافية وأعتمدت على نفسها لتنتج اقتصاداً عملاقاً كبيراً تطوقنا منتجاتها في كل ما نستخدم من سلع و بضائع و ادوات.

والأمثلة كثيرة وعديدة بل قد يكون الحصار والعقوبات لهما دور إيجابي في حال الإعتماد على الذات وبناء القدرات الوطنية وإنتاج ما تحتاجه والاستغناء عن البنود والمفردات القائمة التي تشملها العقوبات الاقتصادية.

العقوبات الاقتصادية هي عقوبات رادعة، ذات نفس طويل قد تنهك الدول الهشة و تسقطها على المدى الطويل نتيجة انهاك وإهلاك اقتصادياتها مما يمهد لإسقاط أنظمتها، او تحقيق المعاقب (بضم الميم ) أهدافه، وإرغام المعاقب ( بالفتح ) على تنفيذ متطلبات ومطالب ورغبات من يفرض عليه العقاب، و لكن في حال الدول الكبرى، ذات المقدرات العظيمة و القادرة على الاستغناء عن قائمة جدول العقوبات، فلن تكون مجدية و تأثيرها خفيف..

وفي حال العقوبات الاقتصادية الغربية المقررة، أو التي ستقرر على روسيا نتيجة عدوانها على اوكرانيا لن تفيد أوكرانيا و لن تنفذها و تخرجها مما هي فيه، فالعقوبات لن تؤثر على روسيا بشكل مباشر، ولن تغير من معادلة الصراع الروسي الأوكراني، ولن تعدل في نتيجته.

وهذه العقوبات لا نستطيع تسميتها إلا إنها إجراءات رفع العتب، لذا أجيب من سألني هل ستحبل هذه العقوبات أي هل ستؤتي ثمارها ؟

فأني أجيبه لا عزيزي فهي لا ترقى حتى لتكون كتحرش أو طبطبة او حتى لحمسه ولن تحبل و لن تنتج حتى حملا كاذبا !!!!، فماذا يعني تصريح بريطانيا بأننا على أستعداد قبول القيادة الأوكرانية كالاجئين لدينا ؟!!!

وماذا يعني قول بايدن : اذا تجاوزت روسيا حدود أوكرانيا سندخل الحرب ؟!!!

كل هذا يعني التهاون الكبير وترك أوكرانيا وحيدة، تواجه الغطرسة والإعتداء الروسي، وهذا ما قاله الرئيس الأوكراني : لقد تركت أوكرانيا لوحدها.

لذا لا بد لكي تكون العقوبات ناجعة من أن ترافقها وسائل و أدوات أخرى عسكرية و سياسية ودبلوماسية قاهرة، تؤدي لتحجيم التغول الروسي و الاستفراد بأوكرانيا.