Literature

دع النيازك تأتيك كما البرق

بقلم: عبد الكريم محمد

عندما يحل المساء بحمرته المائلة شوقاً نحو الليل.. بغفلة يرحل سيديمياً مع الومضة الأخرى بعد الغروب.. لتحلّ العتمة حيرة، كما انتظار اللحظة المبهمة.. تأتيك النيازك كالبرق لتضيء وحشة المكان واللحظات.. 

تنهال عليك لحظات مغمسة من أيامك وذاكرة الأمكنة.. التي كانت قد مرت عليها قدماك.. يومها لم تكن تعرف أيها الحالم بأنها ستتحول إلى ذكريات، مفعمة بالألم والأمل.. بالفرح والحزن.. وما بينهما من شبق الحياة ورهط من الأحلام..

لم تكن تعرف أن لكل عابر على المدق بصمة.. ولكل وردة على جنباته عبق يعطيها ما تستحقه من الأسماء والصفات.. لم تكن تعرف، أن لكل واحد منا نجمة تنتظره لحظة الغياب، أو قل لحظة الرحيل إلى هناك.. ليسكن جوفها انتظارا لقدوم من نحب..

لم تكن تعرف أنك مسكوناً بعشق أشيائك.. لم تكن تعرف أن القلب يخبئ الأشياء خلسة عنك.. لم تكن تعرف أن ما تخبئه القلوب، قد لا تصله العقول رغم المحاولات القاصرة، لاستحضار الذاكرة المتقدة.. 

اترك قلبك لنياطه.. دعك من الأرواح التي تحولت إلى جنود مجندة، ترحل حيثما يطيب لها الرحيل.. بحثاً عن لحظة مشافهة مع من تحب.. 

يا لمساءات الفرح لحظة لقائك.. وقد اقتربت ساعات الفجر وانت تسير حلماً، أيها الحالم.. يا لدفء حصة الوقت وقد خلقت من عدم.. لتعود إلى الحياة مرة أخرى.. كما الحياة أو ما يزيد.