تعتبر أمراض السمنة من أكثر الأمراض الشائعة في العالم في وقتنا الحالي، خصوصا مع انتشار الأطعمة المصنعة سريعة التحضير، حيث تتسبب السمنة بمقتل الملايين حول العالم بسبب نتائجها الوخيمة على صحة الجسم.
وتطلق بعض دول العالم، مثل المكسيك، على السمنة “العدو الصامت” خصوصا بالنسبة للأطفال، لكن يمكن التأكيد على أنها مشكلة صحية عامة منتشرة في أغلب دول العالم، ومرتطبة بالعديد من الأسباب على رأسها، التغذية السيئة، وانخفاض الأنشطة البدنية وانعدام العادات الرياضة لدى البعض.
لكن دراسة جديدة ربطت بين “فيتامين د” ومرض السمنة، وعلى الرغم من أن هذا الرابط قد يبدو غريبا للوهلة الأولى، إلا أن الأسباب والنتائج التي قدمتها الدراسة قد تجعل من الأمر جليا.
أكد العلماء في مركز “تافتس نيو إنجلاند” الطبي أن المستويات المنخفضة من هذا المكون مرتبطة بزيادة دهون الجسم، بالإضافة إلى جعل الجسم مرشحا للإصابة بمرض السكري.
لماذا يتسبب نقص فيتامين د بزيادة الوزن؟
وحددت الدراسة بشكل واضح أن الأشخاص الذين يعانون من نقص “فيتامين د” لديهم فرصة أكبر لتراكم الأنسجة الدهنية حول البطن، فضلاً عن زيادة الوزن بسرعة وبالتالي تصبح السمنة أمرا واقعا.
يلعب “فيتامين د” دورا أساسيا لدى الكائنات ومن بينها الإنسان أيضا، حيث يعتبر هذا الفيتامين المسؤول عن امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور التي تقوم بدورها بتمتين الهيكل العظمي.
ويؤكد العلماء أن “فيتامين د” مسؤول عن الأداء الطبيعي وتطور كل من العضلات والأعصابـ لذلك عند عدم توافر نسبة مناسبة منه في الجسم، تظهر أمراض العظام أو العضلات أو التنكس العصبي.
ويساهم في كل هذه التأثيرات كون هذا الفيتامين هو الوحيد القابل للذوبان في جسم الإنسان، بالإضافة إلى أنه المركب الوحيد الذي يمكن تصنيعه في الجلد عن طريق التعرض لأشعة الشمس، لكن المدخول اليومي الذي يحصل عليه الجسم عن طريق الجلد أو تناول الطعام يعتبر قيل نسبيا.
ويرتبط همرمون “25 (OH) D3” أو “كالسيفيديول” (Calcifediol)، (ينتتج في الكبد عن طريق إضافة هيدروكسيل لفيتامين دي 3 بواسطة إنزيم هيدرولاز فيتامينبشكل) ويلعب دورا مباشرا بعملية التمثيل الغذائي، حيث يعمل بطريقة مشابه اناقل “فيتامين د”، بحسب التقرير المنشور في موقع “tododisca”.
العلاقة بين السمنة ونقص “فيتامين د” علاقة جدلية!
تصنف أمراض السمنة ضمن الأوبئة الغذائية، ويتعامل معه أخصائيو التغذية في جميع أنحاء العالم، حيث تتواجد معظم الحالات عند الأطفال الصغار، الأمر الذي قد يشكل خطورة عند البلوغ وعلى عملية النمو.
ويرتبط مرض السمنة ارتباطا مباشرا باضطرابات التمثيل الغذائي، مثل انخفاض البروتينات الدهنية عالية الكثافة وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية غير الصحية.
وأكدت الدراسات أن السمنة لها علاقة وثيقة بتركيزات منخفضة من هرمون “25 (OH) D3″، الأمر الذي يشكل مشكلة حقيقية في عملية التمثيل الغذائي، وهي من أهم عمليات الجسم.
وفي حال توافر كمية كبيرة من المركب “Parathormone (PTH)” مع كميات منخفضة من هرمون “25 (OH) D3″، سيكون لدى الجسم استعدادا كبيرا للسمنة وزيادة الوزن.
بدوره، أشار تقرير آخر نشر في مجلة “medicircle” الطبية الأمريكية، إلى أن نقص “فيتامين د” يسهم بظهور مشاكل تتعلق بعملية التمثيل الغذائي وزيادة الوزن، مع تراكم الكوليسترول في الجسم.
ونوه مؤلفو الدراسة، في بحثهم الذي تم تحت إشراف جامعة ولاية كارولينا الشمالية في أمريكا، إلى أن العلماء “لاحظوا حالات سمنة وتضخم أثناء الدراسة على بعض الأشخاص بسبب نقص “فيتامين د”، كما كانت هناك تغيرات في حجم الخلايا الدهنية.
رصد الباحثون مشاكل أخرى مثل ارتفاع الدهون الثلاثية وارتفاع مستويات الكوليسترول، والتي تعتبر من أعراض اضطرابات التمثيل الغذائي.