أعلنت شركة “أستروبيوتيك التقنية” الأمريكية الخاصة في بيان، اليوم الأربعاء، عن تعرض أول مركبة فضائية أمريكية تحاول الهبوط السلس على سطح القمر منذ أكثر من 50 عامًا، إلى “خسارة فادحة في الوقود الدافع”، ما أدى إلى تدمير مهمتها.
انطلقت المركبة الفضائية “بيريغرين”، المملوكة لشركة “أستروبيوتيك التقنية” الأمريكية الخاصة، من “كيب كانافيرال” في ولاية فلوريدا، على متن صاروخ فولكان في الساعة 2:18 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة أمس (8 يناير/ كانون الثاني).
وبعد ست ساعات فقط من الرحلة، واجهت مهمة القمر الخاصة صعوبات فنية منعت المركبة الفضائية “بيريغرين” من توجيه ألواحها الشمسية نحو الشمس. ومع تضاؤل طاقة بطارية “بيريغرين”، وجد المهندسون حلاً مكّنهم من إمالة المركبة وشحن الألواح.
وخلال تحديث المعلومات، قدم الفريق أخبارًا سيئة، إذ حدث تسرب في المركبة الفضائية، ما أدى إلى فقدان وقود الصاروخ اللازم للهبوط على سطح القمر.
وكتب ممثلو “أستروبيوتيك” في بيان: “لسوء الحظ، يبدو أن الفشل في نظام الدفع تسبب في خسارة فادحة للوقود”، موضحين أن “الفريق يعمل على محاولة تثبيت هذه الخسارة، ولكن بالنظر إلى الوضع، فقد تم إعطاء الأولوية للعلوم والبيانات التي يمكن جمعها”.
لقد أحبط هذا الخطأ أول جهد أمريكي منذ عام 1972، وأول رحلة تجارية على الإطلاق إلى القمر، لمحاولة الهبوط الآمن على سطح القمر.
للهبوط على القمر، كانت المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها 1.3 طن، بحاجة إلى إعادة توجيه محركها لإطلاق رشقات نارية متحكم بها أثناء هبوطها. وكان من المقرر أن تتخذ مسارًا دائريًا إلى مكان الهبوط النهائي، وأن تقوم بمحاولة الهبوط في 23 فبراير/ شباط. وكان المقصود من مركبة الهبوط نشر خمس حمولات تابعة لـ”ناسا” (كلفت وكالة الفضاء 108 مليون دولار لتسليمها) و15 تجربة أخرى.
ومن المثير للجدل أن المركبة الفضائية تحمل أيضًا بقايا بشرية، بما في ذلك رفات كاتب الخيال العلمي، آرثر سي كلارك؛ ستار تريك المبدع جين رودينبيري؛ زوجة “رودنبيري”، ماغل باريت؛ ونيشيل نيكولز، وجيمس دوهان، وديفورست كيلي، الذين لعبوا دور “نيوتا أوهورا” و”مونتغمري سكوت” والدكتور ليونارد ماكوي، على التوالي، في عرض الخيال العلمي الكلاسيكي.
كما تم تخزين عينات من الحمض النووي لرؤساء الولايات المتحدة جورج واشنطن، ودوايت أيزنهاور، وجون إف كينيدي، ورونالد ريغان، إلى جانب هذه الرفات.
وأفادت شركة “أستروبوتيك”، يوم الاثنين الماضي، بأن المركبة الأمريكية المخصصة للهبوط على سطح القمر، لأول مرة منذ أكثر من 50 عامًا، تواجه مشكلة تقنية.
وتعمل الشركة حاليًا على حل المشكلة التي أثرت على توجيه المركبة، بسبب خلل يمنعها من الحفاظ على استقرارها أمام الشمس.
تشير تفصيلات الشركة إلى أن المركبة تعتمد على ألواح شمسية يجب توجيهها نحو الشمس لتحقيق أقصى قدر من الإنتاج الكهربائي، وتستخدم الكهرباء المولدة لشحن البطاريات وضمان استمرار تشغيل وظائف المركبة وحمولتها.