Literature

خاطرة.. إياكم والوعود بالغد المشرق

بقلم: عبد الكريم محمد

فمن ينام على معدة فارغة، كقربة ماء تتضور جوعاً، لا يمكنه أن يصحو عند الصباح ليلقى جيوش النحل، تقدم له شهداً.. بل لن يلق جموع العصافير على بابه العتيق، تحمل في مناقيرها الحنطة.. بعد أن ترغلت شبعاً صغارها.

فالمساءات الحبلى بالغلال، وحدها من يحق لها الكلام.. وحدها من يحق لها بث بشائر الخير.. وقطع الوعود أملاً بيوم آخراً، سيجلب معه ما افتقده الجوعى يوماً.. كسرة خبز أو حفنة من طحين.

لا تصدقوا متخماً، لا يعرف معناً للجوع والعوز، حتى وإن ادعى المعرفة، لأنه سيعجز عن الوصف، أوحشد الكلمات كما باقة القرنفل.. فمن يعش في رغد وعلى الترياق قوتأ، ليس كمن يموت بالسم الزعاف.. وتذكروا أن من يقوى على وصف أذية النار.. ليس كمن، لامست جلده أوارها ألماً..

لا تأمنوا من يقول ستفرج يوماً، فالعدل في السماء وعلى الأرض المظالم.. دون المحبة والسلام.. أسيادها كالمفترسات  كواسراً، وجموع الناس لهم فرائساً ووفراً من غنائم..

نم يا صديقي على جنبك الأيسر، لتعيش الوهم الذي رافقك من المهد.. وسيرحل معك إلى اللحد.. ليشاركك كل شيء حتى عذابات قبرك.. سيرحل معك كما الحقيقة.. سيرحل معك كما أنت دون غيرك.

 يبحث عن لحظة يعيشها ثانية.. بالتقاء الروح مع الجسد الهش.. مع تلك الحورية التي عجز خيالك من رسمها أو استحضارها في لحظة حميمية.. لم يشاركك بها أحدٌ من قبل.