Literature Society

حين تورطني الذاكرة.. لا أجد سوى استحضار صورنا العتيقة

بقلم: حسن فياض

لم يدر بخلد وأذهان الناجين من المجازر أنهم سيلقون بقاع الجحيم في المخيمات. هناك عند تخوم الأساطير والملاحم في بيوت اللبن، الاحواش المتلاصقة المنخفضة في الأزقة والشوارع الضيقة غاصت الأقدام في الوحل والطين ردحًا طويلًا من الزمن وعلى تلك الألواح والرقم دون الاجئ والمنفي سفر عذاباتة على درب الآلام الطويل .

جاء في الألواح: في السعي الحثيث لقوت البقاء قوت الشرف والعناد طقوس ومراسم استقبال واحتفال برجال يعودون عصر كل خميس يعملون في مقالع الصخور والأحجار المكاسر في استراحة قصيرة من الشقاء زرعوا أطيب غراس.

يافعين لم تثنهم صرامة المدير والمدرسين، ولا المسافات الطويلة التي يقطعونها على دروب وعرة مزروعة بالأشواك، الحصى قطع الزجاج والحجارة باحذية بلاستيكية لا تعمر طويلاً على تلك الدروب أن يلقوا أنفسهم بأيديهم إلى الموت والتهلكة في حقل رماية للحصول على فوارغ الطلقات النحاسية التي تطلقها الطائرات من رشاشاتها الأمامية لبيعها وتخفيف عبء عن كاهل آهلهم.

صديقي الذي صار مهندسًا فيما بعد و الذي يجمعني به الكثير حدثني عن لعنة ذاك الحذاء بقوله :مامن مرة انفردت بها بحارس مرمى الخصم وسددت إلّا وانطلقت فردة الحذاء والكرة بآن واحد تستقر الكرة في الشباك وفردة الحذاء في أحضان الحارس صافرة طويلة من الحكم، بطاقة حمراء وهدف غير محتسب! وستبقى كل أهدافنا غير محتسبة حتى نغير…؟!

(مامن مرة استوت سوقنا إلّا وهيؤوا لنّا مناجل للحصاد…وأعود اسأل هل نحن الذين كنّا هناك حقا….؟؟؟