Opinions

حذاري من انتظار التغيير

بقلم: عبد الكريم محمد

ما أصعب أن تصل الأفراد والجماعات لقناعة، ليس لها ما يحققها واقعاً معاشاً.. تماماً كما هو الحال في مجتمعنا العربي، الذي يعيش على فكر المؤامرة وجنبات الانتظار العفنة البالية، لذاك المخلص المسعور..

اليوم وكما الأمس، كل المجاميع العربية المأزومة، المسماة شعوباً رغماً عنها، تنتظر التغيير من الأمريكان والإسرائيليين وبعض الدوائر الغربية.. حتى الحكومات اللقيطة وغير الشرعية، تنتظر بفارغ الصبر التقرب زلفى من هذا اللفيف المريض..

قبل ذلك لا بد لنا من التوضيح، أن كل الحكومات العربية هي نتاج لهذا الواقع العربي، بمعزل عن الديانة والمذهب واللون والسلوك النافر والقذر، التي تمارسه هذه الحكومات.. ولا يجوز أن نبقى نلقي اللوم على هذه الحفنة متناسين كثبان الرمال المسماة بالشعوب زوراً وبهتاناً.. فالشعوب العظيمة وحدها التي تنتج حكومات وانظمة وقوانين عظيمة، تقوم على الاحترام المتبادل وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية فيما بينها.

المهم رسالتنا بعيداً عن السفسطة وانتقاء الكلمات المنمقة، تقول أن كل البلاء في الوطن العربي أساسة من الداخل الذي يسمح للخارج في التحكم بمصائر أجيالنا.. وأن من ينشد التغيير عليه أن يشرع في بناء قوى وطنية ديموقراطية تبدأ بتنظيف الداخل، ليصار إلى هزيمة الخارج الطامع بخيراتنا والمتحكم بمصائرنا.

دون ذلك كل ما نسمعه بالإعلام من شعارات وخطابات بالعفة والطهر هي تكاذب، حتى الخطب التي نسمعها على المنابر هي خطب كاذبة، بمعزل عن هذه المنابر دينية كانت أم دنيوية فالأمر سيان..  وأن التغيير يحتاج إلى قوى اجتماعية عظيمة، وليس إلى عملاء وسماسرة وتجار بالقيم والمبادئ السامية، وهم بالأساس مجرد حثالات مختبئة برداء الطهر والإيمان لا أكثر..