قال الجنرال المتقاعد بالجيش الإسرائيلي إسحق بريك، الاثنين، في مقال بصحيفة “معاريف”: إن “حماس” ما تزال تسيطر على 80 بالمئة من الأنفاق تحت قطاع غزة، وإن تل أبيب بعيدة عن هزيمة الحركة “بقدر بعد الشرق عن الغرب”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربا على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلفت نحو 124 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل.
وأضاف بريك، في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية: “كل يوم يمر في الحرب، التي فقدت هدفها، يؤدي إلى تآكل قدراتنا ويسحق بلدنا”.
وأوضح أن “الجيش ينهار واقتصاد إسرائيل ينهار ونفقد اتصالاتنا مع العالم وتتضرر قدرتنا الوطنية بشدة”.
بريك اعتبر أن “الجيش الذي يريد الانتصار يجب أن يبقى في المناطق التي احتلها لفترة طويلة، لمواصلة تدمير مئات الكيلومترات من الأنفاق التي بنتها حماس، وقتل كل مقاتل من حماس”.
وأردف: “كما يجب تشكيل حكومة مدنية كبديل لحكومة حماس، وهي حكومة لن تكون ممكنة إلا بوجود الجيش الإسرائيلي في المناطق التي احتلها”.
واستدرك: “كل هذا لم يحدث؛ فجيشنا ليس لدىه فائض في القوات البرية، ولا يوجد مَن يحل محل الوحدات التي تقاتل بشكل متواصل منذ أشهر وتدفع ثمنا باهظا من القتلى والجرحى”.
وزاد بأنه “نتيجة للتخفيضات (في عدد القوات)، تحول الجيش إلى أسلوب الغارات، أي يسحب قواته من المناطق التي احتلها، ثم يداهمها مرارا”.
ووفق بريك، “بعد أن خرجت قوات الجيش من الأراضي التي احتلها، عادت حماس عبر الأنفاق، التي لا يزال 80 بالمئة منها في أيديها، إلى هذه الأراضي”.
ولفت إلى أن هذا جرى “في مدينتي غزة وجباليا وحي الشجاعية شرق غزة وحي الزيتون جنوب غزة ومدينة خان يونس (جنوب)”.
حرب عصابات
و”في غارات الجيش الإسرائيلي، لم يكن هناك تدمير شامل لمقاتلي حماس؛ لأنهم يخوضون حرب عصابات، وليس وجها لوجه مع الجيش”، حسب بريك.
وبيَّن أن مقاتلي حماس “يغادرون فتحات الأنفاق للحظة وجيزة، ويطلقون صواريخ على دبابات الجيش الإسرائيلي وناقلات الجنود المدرعة، ثم يعودون من الفتحات إلى الأنفاق”.
واستطرد: “بعضهم يحاصرون المنازل ومحاور المرور وفتحات الأنفاق ويضعون العبوات (الناسفة) فيها، وعندما يدخلها جنودنا يُقتلون أو يصابون بجروح خطيرة”.
وزاد بأن حماس نفذت عملية إحلال لمقاتليها القتلى والجرحى و”عادت إلى حجمها الطبيعي بعشرات آلاف” المقاتلين.
دولة منبوذة
بريك قال إن “إسرائيل دخلت مع حماس إلى القائمة السوداء للأمم المتحدة” الخاصة بالدول التي ترتكب انتهاكات بجق الأطفال، بينها القتل، خلال النزاعات.
وتابع: “وتوجد عملية مستمرة لإصدار مذكرات اعتقال بحق (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو و (وزير الدفاع) يوآف غالانت”.
كما “توجد مقاطعة اقتصادية لإسرائيل، وحظر في دول عديدة يمنعها من إرسال أسلحة ومعدات العسكرية إلى إسرائيل التي أصبحت دولة منبوذة ومعزولة في العالم”، حسب بريك.
وشدد على أن “إسرائيل بعيدة عن هزيمة حماس بقدر بُعد الشرق عن الغرب”.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين وغالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.