Literature

جدارية على جنبات المساء

بقلم: عبد الكريم محمد

كجدارية على جنبات المساء، تستند الحالمة على غصن الزيزفون.. توقد شمعدانة ميلاد اللحظات الغافية على أحلام لم تولد بعد.. أحلام أوغلت بالبعيد لتلامس نجمة مسكونة ببقايا الذكريات، ورائحة حناء العيد.. 

كم أنت جميل أيها اليانسون، لحظة انبعاثك من كعك الفرح عطراً، عند صباح الخير.. ورائحة البن المنثورة عبقاً من شقوق نافذة، تآخت مع الدهر إلا قليل..

كم أنت جميل تغازل عين الشمس الغافية، وما يزال النوم يكابد الجفون والذكريات.. ليرسم على الجبين قوساً من قزح.. وبعض مما خبأته الأيام..

 كانت أنامل صديقي، قد فضحت سريرتها.. بنايه الذي لم يهدأ نواحاً.. عن بث ترانيم  الغربة.. وبقايا الأحلام التي حولتها رياح الأمس صخباً.. لتقبع في ذمة الماضي كومة هامدة من ذكريات.

نم برهة يا صديقي، فقد رحل النادل وجفت الكؤوس حزنا على رحيل سكارى الحي.. 

نم يا صديقي بعدما رحلت الأحلام، ولم يبق بالحي إلاك.. وبعض من غبار ووريقات تتقاذفها، نسيمات حبيسة الأنفاس، كنا قد تركناها رهينة للمارقين هناك..  

نم يا آخر الفرسان.. فلا نامت أعين الجبناء.