Arabic

تعيين السنوار خلفا لهنية “مفاجأة ورسالة لإسرائيل”

اعتبرت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، أن تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لـحماس يمثل مفاجأة ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن “قيادة الحركة لا تزال قوية”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت حماس اختيار السنوار (61 عاما) خلفا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل نهاية يوليو/ تموز الماضي بقصف مقر إقامته خلال زيارة لطهران.

وبينما اتهمت إيران وحماس تل أبيب باغتيال هنية، تلتزم الأخيرة الصمت، وإن ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسؤولية بلاده.

وقال روعي كايس محرر الشؤون العربية بقناة “كان”، التابعة لهيئة البث، في برنامج “أخبار المساء”: “في الحقيقة مثّل هذا (اختيار السنوار) يمثل مفاجأة بعد أسبوع من اغتيال هنية”.

وتابع أن “السنوار، زعيم حماس في غزة، هو أحد مهندسي هجوم (طوفان الأقصى) 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)”.

وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.

ورأى كايس أن تعيين السنوار يحمل “رسالة من حماس مفادها أنه حي رغم المطاردة الإسرائيلية له، وأن قيادة حماس بغزة لا تزال موجودة وقوية وتعتزم البقاء في السلطة”.

أما محلل شؤون الشرق الأوسط بالقناة “12” (خاصة) إيهود يعاري فقال إن “لتعيين السنوار معنى رمزي لتأكيد موقعه في الحركة”.

واستدرك: “لكن ليس له أي معنى عملي في هذه المرحلة، إذ يواجه السنوار صعوبة في التواصل مع بقية أعضاء القيادة”، على حد تقديره.

​​​​​​​رسالة قوية

فيما اعتبر “حزب الله”، عبر بيان، أن اختيار السنوار “رسالة قوية للعدو الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة ‏وحلفائها، بأن ‏حماس موحدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى”.

وأضاف أن هذا الاختيار “تأكيد على أن ‏الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين ‏فشلت في تحقيق مبتغاها”.

وللمطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية الراهنة على غزة، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر الماضي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.

وحسب القيادي في حماس أسامة حمدان، في تصريح إعلامي مصور، فإن اختيار السنوار جاء بـ”الإجماع” من جانب مجلس شورى الحركة وأجهزتها القيادية المختلفة.

وأردف أن اختيار السنوار لرئاسة المكتب السياسي، وهو الهيئة التنفيذية للحركة، “جاء ليؤكد على وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها”.

وشدد حمدان على أن هذه الخطوة تؤكد أن “سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لن ينجح في كسر شوكة المقاومة”.

وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحماس، انتُخب السنوار رئيسا للحركة في غزة عام 2017، وأُعيد انتخابه في 2021.

ومنذ اندلاع حربها على غزة في 7 أكتوبر، تحاول إسرائيل اغتيال السنوار لدوره في عملية “طوفان الأقصى” التي هزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.