
تعتزم تركيا إطلاق مشروع لإعادة إعمار القرى والبلدات المدمرة في منطقة جبل التركمان شمال غربي سوريا، بعد سنوات من القصف الذي تعرضت له المنطقة على يد قوات النظام المخلوع وحلفائه الإيرانيين والروس.
وبحسب صحيفة “تركيا”، فإن أنقرة أوكلت مهمة تنفيذ المشروع إلى هيئة الإسكان التركية (TOKİ)، التي ستبني منازل شبيهة بنموذج “بيوت القرى” المعتمد داخل تركيا.
ونقلت الصحيفة عن “مصادر مطلعة” أن تركيا وضعت خططاً شاملة لإنعاش جبل التركمان، حيث تلقى وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي، مراد قوروم، تكليفاً مباشراً من الرئيس رجب طيب أردوغان لمتابعة المشروع.
كذلك تم إرسال فريق ميداني إلى المنطقة لإجراء دراسات تفصيلية، بينما يواكب رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، المشروع عن قرب، وفقاً للمصدر.
وبخصوص الخطوات التنفيذية، أكدت مصادر وزارية أن أعمال البناء ستبدأ خلال الصيف المقبل، بالاستناد إلى نموذج إعادة الإعمار المطبق في المناطق المتضررة من الزلازل، كما تم فتح قنوات تواصل مع الحكومة السورية بهذا الشأن لضمان تنفيذ المشروع بسلاسة.
منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية
ذكرت الصحيفة أن منطقة جبل التركمان “تتمتع بأهمية خاصة تعود إلى جذور تاريخية عميقة، إذ تُعد جزءاً من الامتداد الطبيعي للوجود التركي منذ دخول الأتراك إلى الأناضول”.
وأشارت إلى أن المنطقة تعرضت عام 2015 لهجمات عنيفة شنتها القوات الروسية وميليشيات مدعومة من إيران، مما أسفر عن تهجير معظم سكانها الذين تجاوز عددهم 200 ألف غالبيتهم من القومية التركمانية.
ونقلت الصحيفة عن سكان محليين قولهم إن المشروع “سيعيد الروح إلى أرض الأجداد”، وفي هذا السياق، قال عادل أورلي، وهو أحد أبناء جبل التركمان، إن التركمان “متجذرون في المنطقة منذ قرابة ألف عام، ومتمسكون بأرضهم رغم محاولات التهجير والتدمير”.
وأشار أورلي إلى أن النظام المخلوع استهدف جبل التركمان بشكل ممنهج، وشمل ذلك تدمير البنية التحتية وحرق الغابات وزرع الألغام، مؤكداً أن سقوط النظام “ساهم في تحرير المنطقة وفتح الباب أمام جهود الإعمار المدعومة من تركيا”.
من جانبه، شدد قائد “فرقة السلطان عبد الحميد”، عمر عبد الله، على أهمية تعزيز الأمن قبل بدء عمليات الإعمار، محذراً من محاولات زعزعة الاستقرار من قبل فلول النظام، ومؤكداً أن استعادة الأمن ستمهد الطريق لعودة عشرات الآلاف من أبناء المنطقة إلى قراهم.