يقود علماء في مختبر فيرميلاب، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، مشروعا عالميا رائدا تحت سطح الأرض، والذي يهدف إلى دراسة النوترينوات، وسيتطلب استخدام أنفاق أسفل ولاية داكوتا الجنوبية الأمريكية.
وتقدّر تكلفة المشروع الذي يحمل اسم “DUNE” بثلاثة مليارات دولار، وأصبح لدى طواقم العمل به 3 كهوف تحت الأرض يبلغ طولها 500 قدم، وطويلة تقريبا بما يكفي لاستيعاب مبنى من 7 طوابق.
وانتهت عملية التنقيب الفعلية مؤخرا بعد أن استغرقت عاما واحدا فقط، والخطوة التالية هي تثبيت أول كاشف من 4 أجهزة للكشف عن الجسيمات، على بعد نحو ميل واحد تحت السطح في مختبر سانفورد للأبحاث تحت الأرض في ليد، داكوتا الجنوبية، وفقا لبيان صادر عن جامعة تكساس في أرلينغتون (يوتا).
وستطلق مسرعات الجسيمات في مختبر فيرميلاب خارج شيكاغو، إلينوي في البداية، شعاعا قويا للغاية من النيوترينوات من خلال كاشف في فيرميلاب، وسوف ينتقل هذا الشعاع بعد ذلك تحت الأرض لمسافة 800 ميل إلى الكاشف في مرفق أبحاث ساوث داكوتا سانفورد تحت الأرض.
يُشار إلى النيوترينوات تعرف أحيانا باسم “الجسيمات الشبحية”، ومن الصعب جدا دراستها، وهي تعيش في كل مكان، وتمر من خلال البشر دون أن يلاحظها أحد، وتم الافتراض بوجود النيوترينوات لأول مرة في عام 1930، لكن المجربين اكتشفوا الجسيمات دون الذرية بعد 26 عاما فقط، فهي صغيرة ومحايدة ووزنها قليل جدا لدرجة أنه من المستحيل قياس كتلتها.
لكنها أيضا أكثر الجزيئات وفرة التي تم صنعها في الكون، ويتم إنشاؤها بواسطة الشمس والمستعرات الأعظمية، كما أنه يتم إنتاجها عن طريق النشاط الإشعاعي الطبيعي للبوتاسيوم في الموز.
وتقول الفيزيائية، ماري بيشاي، والمتحدثة باسم المشروع: “إذا رفعت يدك، فهناك 10 مليارات نيوترينو من الشمس تمر عبر يدك كل ثانية”.
ويأمل المشاركون في التجربة العلمية “DUNE” أن تساعدهم أبحاثهم على اكتشاف سبب أن الكون يتكون من مادة بدلا من مادة مضادة، وكيف يؤدي انفجار نجم إلى خلق ثقوب سوداء، والإجابة على السؤال حول ما إذا كانت البروتونات تتحلل أم لا.