
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون إن الفوضى متأصلة في شخصية الرئيس دونالد ترامب، عقب إقالة مستشار الأمن القومي مايك والتز من منصبه وتعيينه سفيرا بالأمم المتحدة.
ونشر بولتون مقالا في صحيفة “وول ستريت جورنال” بعد ساعات فقط من الإعلان عن تغيير منصب والتز، مشيرا إلى أن هذا التعديل يأتي في ظل تداعيات فضيحة مجموعة الدردشة عبر تطبيق “سيغنال”، وفي ظل تولي وزير الخارجية ماركو روبيو دورا مزدوجا بصفته مستشارا مؤقتا للأمن القومي خلال غياب والتز.
وكتب بولتون: “لا يجب أن تسير الأمور بهذه الطريقة. لم أشهد في حياتي استخداما للرموز التعبيرية كما حدث في مجموعة الدردشة غير المفهومة على تطبيق سيغنال”. وأضاف: “لكن بالنسبة للسيد ترامب، فإن الفوضى جزء لا يتجزأ من طبيعته، وهي سمة ملازمة لفريقه”.
وقد أثارت إقالة والتز حالة من الاضطراب داخل الإدارة، كونه أول مسؤول رفيع المستوى يتم نقله إلى منصب جديد في هذه المرحلة الحساسة.
وانتقد بولتون المبعوث الخاص للرئيس، ستيف ويتكوف، مشيرا إلى افتقاره للخبرة في التعامل مع ملفات شائكة مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، والملف النووي الإيراني، والمفاوضات بين الدول.
وأوضح في تصريحات لشبكة NBC News أن عملية تأكيد تعيين والتز في منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ستتأثر بشكل كبير بفضيحة “سيغنال”.
كما سلط الضوء على طريقة تعامل وزير الدفاع بيت هيغسيث مع المحادثات الأخيرة عبر التطبيق نفسه، فضلا عن سياسة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية التي فرضت على عدد من دول العالم، والتي يرى بولتون أنها كانت مؤثرة وغير منسقة.
وأشار بولتون إلى أن غياب التنسيق في القيادة الدفاعية والسياسة الخارجية للإدارة الحالية يمكن أن يشكل فرصة لحكومات أجنبية وجماعات ضغط داخلية لاستغلال الوضع المرتبك الذي تمر به واشنطن.
وقد حمل بولتون المسؤولية الكاملة على الرئيس ترامب، وليس على مستشاريه، مؤكدا أن قراراته المرتجلة تؤدي إلى مزيد من التخبط، وذكر بمفاوضاته مع إيران حول برنامجها النووي وبقراراته المفاجئة بإقالة كبار المسؤولين في الأمن القومي.
وكتب: “الرؤساء الذين لا يستخدمون آلية مجلس الأمن القومي يضعفون قدراتهم على التخطيط، ويفقدون السيطرة الإدارية، ويعجزون عن متابعة تنفيذ قراراتهم بشكل فعال”.
وختم بولتون مقاله بالقول: “لا توجد حلول سهلة في ظل طبيعة السيد ترامب. ومع ذلك، ينبغي على مستشاريه العمل على تحسين آلية اتخاذ القرار، وإن لم يكن ذلك لصالحه شخصيا، فليكن على الأقل لصالح الولايات المتحدة الأمريكية”.
المصدر: The Hill