علوم و تكنولوجيا

بزة فضائية جديدة تحول البول إلى مياه صالحة للشرب في دقائق

يمكن لرواد الفضاء في مهمات ناسا المستقبلية أن يشربوا البول المعاد تدويره من داخل بزاتهم الفضائية بعد أن توصل علماء إلى نهج جديد لإعادة تدوير الماء الموجود في البول.

وكشف علماء في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة عن نموذج أولي لنظام ترشيح يقوم بتصفية مياه الصرف الصحي وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب خلال خمس دقائق فقط.

ويقول العلماء إن النموذج الأولي، المصمم على غرار بزات stillsuits في فيلم الخيال العلمي الكلاسيكي Dune، يجمع البول وينقيه ويمكنه إعادته إلى رائد الفضاء من خلال أنبوب الشرب في غضون خمس دقائق.

ويأمل مبتكرو البدلة أن يتم اعتماد هذه الآلية قبل نهاية العقد في برنامج “أرتميس” التابع لناسا، والذي يركز على تعلم كيفية العيش والعمل لفترات طويلة في عالم آخر.

ومن المعروف حاليا أن رواد الفضاء الذين يخرجون إلى الفضاء للقيام بإصلاحات للمحطة الفضائية، في ما يعرف باسم “السير في الفضاء”، يجب عليهم قضاء حاجتهم داخل البزات من خلال ملابس على شكل حفاضات البالغين.

وهذا ليس فقط غير مريح لمرتديه وغير صحي، بل إنه أيضا إسراف، لأنه، على عكس مياه الصرف الصحي على متن محطة الفضاء الدولية (ISS)، لا يتم إعادة تدوير الماء الموجود في البول الناتج عن “السير في الفضاء”.

ويستخدم النظام الجديد عملية “التناضح” لتصفية الملوثات من البول وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب.

وقالت صوفيا إيتلين، عضو فريق البحث في كلية طب وايل كورنيل بجامعة كورنيل في ولاية نيويورك: “يتضمن التصميم قسطرة خارجية تعتمد على الفراغ تؤدي إلى وحدة تناضح عكسي أمامي مشتركة، ما يوفر إمدادا مستمرا بمياه الشرب مع آليات أمان متعددة لضمان رفاهية رواد الفضاء”.

ولا يتوفر لدى رواد الفضاء حاليا سوى لتر واحد من الماء في أكياس المشروبات التي يرتدونها. وهذا غير كاف للسير في الفضاء القمري المخطط له الطويل الأمد، والذي يمكن أن يستمر لمدة عشر ساعات، وحتى ما يصل إلى 24 ساعة في حالات الطوارئ.

ويخطط العلماء الآن لاختبار التصميم في محاكاة ظروف الجاذبية الصغرى قبل إدخاله في مهمات فضائية فعلية.

وتم الكشف عن تصميم بزة الفضاء الجديدة في مجلة Frontiers in Space Technology يوم الجمعة.

وأشار العلماء في الورقة البحثية إلى أنه “استجابة للصعوبات التي واجهها رواد الفضاء في ما يتعلق بالنظافة الشخصية والأداء وكفاءة العمل أثناء الأنشطة خارج المركبة، قمنا بتصميم نظام جديد لجمع البول وترشيحه للجيل القادم من بدلات الفضاء.

ومع فهم القيود المفروضة على المساحة وقدرة البطارية لبزات الفضاء، فإن المقايضة لتحسين الأداء والمياه الكافية في حالة سيناريو الطوارئ تستحق العناء”.

المصدر: إندبندنت