بقلم: عبد الكريم محمد
لم يعد هناك مكاناً للشك أو حتى الجدل والفرضية، أن ما يجري في العالم كان مخططاً له مسبقاً.. أو أنه جاء بإرادة مسبقة ذات أهداف محددة، من قبل صناع القرار الدولي على كافة المستويات.
خاصة إذا ما علمنا، أن العالم دخل بوابة الجحيم رغماً عنه، فيما يسمى بنهاية المرحلة، ليدخل أخرى بعيداً عن إرادته المستقلة وحسن انتقائه لخياراته، كما درجت عليها العادة من قبل.
المهم اليوم دخلنا جميعاً في معترك التغيرات المذهلة، التي تحمل معها كل الاحتمالات، أقلها تنازل بعض الدول المهيمنة عن سيطرتها على مقدرات البشرية، رغماً عنهابذريعة حسن الخاطر.. وأعظمها الدخول في الحرب النووية، التي ستجعل من أوروبا بمجموعها دويلة عالم ثالث، لا أكثر..
المهم اليوم أصبح الإسلام المنبوذ بالأمس، هدفاً لبناء أواصل العلاقات الرفيعة السامية، بعد أن حددت نهاية المرحلة بعض خطواتها القادمة والسريعة جداً، أكثر من المتخيل.. فانقلب السحر على الساحر والمكر على الماكر، كما تقول المشعوذات، في لحظة الضرب بالودع على الرمل..
اليوم باتت الصداقة مع العالم الإسلامي، الذي منع من ملء الفراغ منذ 1916 م، حاجة للدول المهيمنة خاصة التحالف الانكلوسكسوني الأمريكي- البريطاني، بل وحاجة أوروبية من جانب.. ومن الجانب الآخر، حاجة روسية ليبقى ليس للكنيسة الأرثوذكسية مكاناً تحت الشمس، بل وللعرق السلافي بكل امتداداته على هذه الأرض..
ناهيك عن زحف آجوج وماجوج المتربص بالجمع في بكين، الذي بات يدرك أن الحرب القادمة دون الصداقة الكلية مع المسلمين وغير المسلمين في آسيا وأفريقياً، أصبح ضرباً من ضروب الخيال..
اليوم لم يعد مكاناً لحكم الأقلية عند المسلمين، ولم يعد للعودة إلى تاريخ الأحقاد الماضية مكاناً، فلا استحضار داحس والغبراء ولا حتى حروب الردة والجمل وصفين وكربلاء، وما تبعها من ثورات تجدي نفعاً.. وأن النفع يتطلب تصويب الأهداف وحسب، بل وانتقاء التحالفات التي ستعيد للعرب والمسلمين مكانتهم تحت الشمس مرة أخرى..
أما إيران المصممة على تكتيل الأقليات بحزمة من الشعارات البائدة، ستكون الضحية الثالثة بعد العراق، ضحية تبكي الشجر والحجر، لأن الأسلحة التي ستستخدم خارج المتوقع، على ما يبدو..
وأما دويلة نتنياهو وبن غافير وسموتيرش وغيرهم من الأغبياء الحالمين بالغد المشرق لعودة المسيح اليهودي، سترحل إلى الجحيم بعد ذلك، وسيكون المستقر النهائي لمن تبقى منها في دويلات أمريكا، وبالتحديد إلى الإرجنتين والاوروغواي وقد تكون الباراغواي، التي ستمنحهم حق الحفاظ على الهوية..
المهم سيصبح الألمان والبريطانيين والفرنسيين وكثير من اللاتين والانكلوسكسون لاجئين فقراء، بسبب قلة الموارد، وضعف الطرق الآمنة لتوريد السلع.. والقادم أعظم.