Politics Social issues

المهم أن تعوا أنكم في دائرة الصراع.. والتفريط هو المصيبة

بقلم: د. أحمد خليل الحمادي
إخواننا في السعودية : ليس المهم أن يدرك العالم تهديد أمن الطاقة نتيجة قصف الحوثيين المدعومين إيرانياً، بل الأهم أن تعوا بأنكم في دائرة الصراع و بأن السعودية خاصة والخليج عامة، سيكون ساحة صراع تفرضه إيران وحثالاتها لتحقيق ولاية الفقية وإقامة إمبراطوريتها على أرضكم وأرضنا وما تستطيع ذراعها العسكرية الوصول إليه، والمسألة مسألة وقت و فرص تنتهزها لتحقيق ذلك.

فماذا أعددتم لذلك ؟
فرطتم بالعراق الذي كان السد المنيع في وجه التغلغل الإيراني، فتحول حديقة أمامية تصول فيه الميليشيات والتنظيمات والواجهات السياسية التابعة الإيران، وأصبحت مليشياتها رأس الحربة الموجهة نحو نحر العرب.

تهاونتم مع النظام الطائفي القاتل المجرم في سورية عندما تفجرت الثورة السورية، فتدخلت إيران حليفه الإستراتيجي بكل قوتها لإخماد الثورة السورية حاشدة حرسها الثوري والميليشيات، التي شكلتها من لبنانية وعراقية وافغانية وباكستانية وإيرانية، ذات اللون الواحد المتوافق مع رؤيتها والملتزمة بولاية الفقية..

مارستم دور المتفرج، الذي لا يعنيه ما يحدث إلا إثارة العاطفة الإنسانية و الرثاء لحالة من تشردوا نتيجة ذلك من خلال مدهم بالمساعدات الإنسانية، بينما كان تمويلكم للأغراض العسكرية موجها و مشروطا لمن دعمتموهم بأن يرضخوا لأوامركم و توجيهاتكم، فمزقتم الثورة السورية بسياساتكم المتناقضة ومحاوركم وصراعاتكم البينية.

فكانت وبالاً وخيماً علينا، حيث أنعكست على أرضنا الثورية لتتصارع الفصائل الثورية فيما بينها، لتحقيق مصالحكم أنتم، لتنرجوا لبعضكم البعض الخوازيق ولتسجلوا النقاط ضد بعضكم فكانت النتيجة خسارة الثورة السورية الجزء الأكبر من الأراضي، التي سيطرت عليها بقرارات عليا منكم أصدرتموها لآزلامكم.. لا تقصفوا مواقع النظام في دمشق وهم على بعدة عدة كيلومترات فلم يقصفوها، سلموا الغوطة الغربية فسلموا، سلموا داريا فسلموها، سلموا الغوطة الشرقية فسلموها، سلموا حمص فسلموها، سلموا حلب فسلموها، سلموا حمص فسلموها، سلموا حوران فسلموها.

نعم وقرار التسليمات كان مقرونا بقطع التمويل و المساعدات في الفترة الحاسمة القاتلة، و كل منطقة يا أحبابنا كانت تسلم لا تقل من حيث المساحة و عدد السكان عن كبر دولة من دولكم.

وعلى الصعيد السياسي، وقع اختيار أجهزتكم و ما زال على أقذر الشخصيات السياسية السورية و نصبتموهم علينا بدعمكم وتمويلكم قادة للمعارضة في مختلف الأجهزة والمؤسسات، التي ظهرت زورا وبهتانا باسم الثورة، بينما النظام الطائفي القاتل المجرم و داعمه الإيراني يفتك بشعبنا قتلا وتشريدا و تدميرا وتشييعا وترحيلا وتغييرا ديمغرافيا ومازال، بينما أنتم تتفرجون و في أحسن الأحوال تصدرون البيانات الشاجبة الاستنكارية نتيجة المقتلة الكبرى، التي يتعرض لها امتدادكم البشري الاستراتيجي، الذي يشكل أحد أهم مقومات أمنكم الوطني.

نعم هذا ما حدث ألم تتوكل الإمارات بدفع كافة تكاليف التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية ؟!!! و هي من أعطت للنظام شيفرات أجهزة الثريا، التي زودت بها قادة الجيش الحر ليتم قصفهم واغتيالهم، ألم تمنعوا الثوار من اقتحام دمشق ؟!!! ألم تمنعوا أي عمل ثوري لا ترغبونه؟!!!
و ماذا يقول صاحب القلب الموجوع المصاب بالقروح من ألم الخذلان؟!

هذا القلب الذي رقص طربا عندما أعلنت عن عاصفة الحزم في اليمن و توسم خيرا عميما بأنكم بعدها ستعدلوا سياستكم و موقفكم، وربما سينعكس ذلك خيرا عميما على ثورتنا ولكنكم للأسف كان أمن طاقتكم أهم بكثير من الأمن الجماعي للعرب و الأمة.

طبعا نحن مع أمن الطاقة العالمي واستمرار تدفق وسائلها لمحتاجها، و لكن ما تتعرضون له ليس منحصرا بأمن الطاقة بل بطاقة تستهدفكم تريد اختراقكم والسيطرة على أرضكم وهدم دولكم واحتلال مكة والمدينة وإقامة إمبراطورية فارس المسماة ولاية الفقية.. ولحشد التأييد العام لها أنصار وأتباع تحت مسمى حزب الله والعصائب وفاطميون وزينبيون ونجباء و… والقائمة تطول وتمتد وتتوسع.. بينما أنتم للأسف أقولها ضيعوتونا وأضعتم أنفسكم، والقادم إذا ما استمريتم على هذه الحال، قد يهدد وجودنا بأكمله.