سريعا بدأت المسيّرة الحربية “بيرقدار قزيل إلما” (Bayraktar Kızılelma” بجذب الانتباه في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الطائرة التي طورتها شركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية بموارد محلية.
التحليق الأول للطائرة تناولته مجلة “نيوزويك” الأمريكية الأربعاء بقولها: “اكتمل بنجاح أول اختبار تحليق لطائرة مسيّرة جديدة بسرعة الصوت”.
المجلة وصفتها بأنها “طائرة مسيّرة حربية من إنتاج الشركة التركية التي تزود أوكرانيا بمسيرات ذات أهمية حاسمة في الحرب (المتواصلة) مع روسيا (منذ 24 فبراير/ شباط الماضي)”.
ومقارنةً بين مشروع “قزيل إلما” (تعني بالعربية التفاحة الحمراء) و”بيرقدار تي بي 2″ قالت المجلة إنه “يبدو أن قزيل إلما تمثل تقدما مهما للمسيّرات أكبر من بيرقدار تي بي 2 التي تستخدمها أوكرانيا لصد الهجوم الروسي”.
وبخصوص قدرات المسيّرة “بيرقدار تي بي 2” أفادت بأنه يمكنها أن تحلق بسرعة 138 ميلا بالساعة، وتقوم بمهام مسلحة واستخباراتية واستطلاعية.
أما بالنسبة لـ”بيرقدار قزيل إلما” فقالت المجلة إنه من المخطط أن يصل وزنها الأقصى في الإقلاع إلى 6 أطنان، وتكون قادرة على حمل 1500 كيلوغراما من الصواريخ والذخائر، وأن تبلغ سرعتها 500 ميل بالساعة والتحليق لمدة 5 ساعات.
كما أن “بيرقدار قزيل إلما” يمكنها الإقلاع والهبوط بشكل مستقل تمامًا، وكذلك الهبوط والإقلاع من حاملات الطائرات ذات المدارج القصيرة، بحسب المجلة.
** الأولى بمحرك نفاث
وفي اليوم نفسه، تناولت مجلة “فوربس” الأمريكية القدرات الجوية التي ستتمتع بها تركيا مع حلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية عام 2023.وتحت عنوان “ها هي المركبات الجوية العسكرية التي تأمل تركيا في إجراء أولى طلعاتها عام 2023″، نشرت المجلة تقريرا عن المقاتلة المسيّرة “بيرقدار قزيل إلما”.
ووصفت المسيرة بأنها “أول طائرة تركية مسيّرة بمحرك نفاث”، مضيفة أن معلومات الشركة المطورة “بايكار” تفيد بأن هذه المسيّرة ستكون قوة لا يستهان بها بفضل قدرتها على المناورة والتخفي عن الرادار.
** ثورة في ساحات المعركة
والأربعاء، أعلنت شركة “بايكار” أنها أجرت تجارب التحليق الأولى للمقاتلة المسيرة “بيرقدار قزيل إلما” في مركز التدريب والاختبار التابع لها في ولاية “تكيرداغ” شمال غربي تركيا.وللمرة الأولى في تاريخ الطيران التركي، أتمت المقاتلة المسيّرة بنجاح تحليقها الذي استغرق 18 دقيقة، وفق بيان للشركة.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، كشف رئيس مجلس إدارة “بايكار” سلجوق بيرقدار عن هذه المقاتلة المسيّرة المحلية ونشر حينها صورا لهيكلها من دون أجنحة.
وعلى عكس بقية الطائرات المسيّرة، فإن “بيرقدار قزيل إلما” تستطيع إجراء مناورات خاطفة وتنفيذ مهام القتال جو- جو مثلها مثل المقاتلات التقليدية، بحيث تمكّن تركيا من تغيير الموازين الحربية الجوية.
ومن المخطط أن تؤدي “بيرقدار قزيل إلما” المهام الأكثر صعوبة بفضل ميزة التخفي عن شاشات الرادارات بشكل أكبر.
وهذه المقاتلة ستُحدث ثورة في ساحات المعركة بفضل قدرتها على الهبوط والإقلاع على السفن، وخاصة ذات المدارج القصيرة، مثل سفينة “تي سي جي أناضولو” التي بنتها تركيا وتجري حاليًا اختبارات الرحلات البحرية عليها.
وبفضل هذه القدرة، ستلعب المقاتلة “بيرقدار قزيل إلما” دورًا مهمًا في البعثات ما وراء البحار وستضطلع بدور استراتيجي في حماية “الوطن الأزرق” في إشارة إلى السيادة التركية في شرق البحر المتوسط وبحري إيجه والأسود.
كذلك تتمتع هذه المقاتلة المسيّرة بإدراك عالٍ للوضع من خلال رادار AESA الوطني، إضافة إلى أنها ستكون فعالة ضد الأهداف الجوية بالذخائر الجوية- الجوية المحلية الصنع.
وبهذه القدرات المميزة، ستغير “بيرقدار قزيل إلما” التوازن في ساحة المعركة بما يضاعف قوة الردع التركي.