Opinions

القادم عصف هبوب وصقيع سيغيّر الموازين والتوقعات

بقلم: إياد مصطفى

الكثير منا بات يكره كلمة القادم، انطلاقاً من أن الزمن يتناسل من الزمن، وكلمة القادم كانت وما تزال تحمل لنا الويل والثبور وعظائم الأمور..

من حق كل واحد، أو إذا شئت أي مخلوق على هذه الأرض، أن يرى القادم بمنظوره الخاص، انطلاقاً من قناعاته ورؤيته ومصالحه أياً تكن مبتغاها. 

ونحن من حقنا أن نرى ما نعتقده سيكون آجلاً أم عاجلاً.. ومن حقنا القول: أن ما كان يوصف بالعظمة بالأمس، بات ينتظر حذفه هذه الأيام.. رغم الحديث المتكرر عن القوة والسيطرة والتحكم. 

 وأن أمريكا وروسيا ستصبحان دولاً ضامرة، تماماً كما كانتا بريطانيا وفرنسا في منتصف القرن الماضي.. وكما كانت السلطنة العثمانية وغيرها، قبل أكثر من قرن من الزمن.

اليوم بتنا نعيش حالة من التشكل اللا إرادوي، هذا التشكل الضرورة الذي تفرضه الوقائع الجغرافية والديموغرافية، والتي تعتبر قارة آسيا النموذج المؤهل لأن يكون الوريث الشرعي والوحيد دون غيره من البلدان في إطار التوزع القاري.

أي أن عدد سكان روسيا 2023 هو 146 مليون و26 ألف و476 نسمة. وبهذا العدد تعتبر دولة “روسيا” الدولة التاسعة عالميًا من حيث عدد السكان.. هذا قياسا بالهند والصين على سبيل المثال.

ووصل  عدد سكان أمريكا 2023  إلى 340،639،600 نسمة، بمعدل نمو سنوي قدره 0.539%، وفقًا لتقديرات مكتب الإحصاء الأمريكي..  رغم الزيادة الضئيلة للسكان في العام الحالي بسبب قلة عدد المواليد وكذلك انخفاض أعداد المهاجرين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة الأمريكية..مع الإدراك أن دول اللجوء لا يمكنها أن تعتبر دولاً واعدة. 

فالعدد الروسي الضحل قياساً بالولايات المتحدة، يعتبر كبيراً جداً لأنه يعبر في غالبيته عن العرق السلافي مع نسبة من الأعراق المتشابهة.. بينما الأمريكان خليط من هذا العالم لا يجمع بينه جامع سوى غرائز القطيع، التي سرعان ما تسقط من الحسابات في لحظة ضعف أو قحط أو ملمة أو فقر؛ لتعود بأصحابها إلى ما يحملونه من أعراق وثقافات أصيلة، بعيداً عن الثقافة الهجينة. 

المهم ستعود قارة آسيا وفي مقدمتها الصين، لتلعب الدور القيادي على المستوى الكوني، دون منازع أو منافس.. وستلقى هذه الانتقالة الكثير من الرضى والقبول الطوعي عند كل دول آسيا ومعها معظم دول أوروبا الشرقية، خاصة العرق السلافي والمسيحيين الأرثوذكسي.. 

ناهيك عن القبول الكبير، الذي سيلامس الفرح العارم بقارة أفريقيا وما تحتويه والدول العربية والإسلامية قاطبة..  

عندها سيشهد العالم حالة من التنافس الشريف وبعضاً من العدالة الاجتماعية، خاصة وأن شعار أو سلوك نظام الكفاية سيكون الهدف الأول لصياغة العلاقات الاقتصادية – الاجتماعية في ما بينها.

وستتخلص البشرية ومعها أمريكا اللاتينية والوسطى وبعض الولايات المنخرطة بالاتحاد الأمريكي، من حالة الإذلال، التي تمارس ضده من قبل مجموعات قذرة تطلق على نفسها الانكلوسكسون، والتي تتعامل مع العالم من منطلق عنصري قذر وبغيض.. 

ولعل المشهد اليوم في غزة يؤكد قذارة هؤلاء القتلة صناع الإرهاب وتعميمة، ليصبح سلاحاً يستخدم في غير مكانه من قبل صناعه..وسيتخلص العالم من قيم دينية دهرية قذرة، ترى بالبشرية أغياراً وبحثالاتهم مخلصين..

 لحظتها سنقلع عن كذبة جوالة اسمها المسيح الساقط من السماء رباً على هذه الأرض وكذبة المهدي وكل الترهات التي تجعل من البشرية كماً ضحلاً يقتات على قصص خيالية تافهة، ليس لها ما يحققها واقعاً.